وضع مجتمع التعليم العالمي، تحت قيادة اليونسكو، خلال المنتدى العالمي للتعليم في إنشيون (جمهورية كوريا الجنوبية)، المنعقد في أيار/مايو 2015، أولويات جدول أعمال التعليم المشترك ضمن أهداف التنمية المستدامة للسنوات الخمس عشرة المقبلة. وحث المشاركون في المنتدى على تحقيق أهداف التنمية المستدامة (الهدف 4 الخاص بالتعليم)، بهدف ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع .
ولتحقيق هذا الهدف، أقر المشاركون بالإجماع الأدوار المهمة للمعلمين والتدريس من أجل التعلم الفعال على جميع مستويات التعليم. وذلك سبب التزامهم بضمان تمكين المعلمين والمربين وتوظيفهم توظيفاً ملائماً وتدريبهم جيداً وتأهيلهم تأهيلاً مهنياً مناسباً، وضمان تمتعهم بالحوافز وأوجه الدعم اللازمة في إطار نُظم تعليمية ناجعة تُدار بطريقة فعالة وتُزوّد بموارد كافية. ولا يمكن توفير مثل هذه القوة التعليمية على أساس مستدام في النظم التعليمية بدون سياسات ولوائح معنية بالمعلم مستجيبة للسياقات ومبنية على الأدلة العلمية التي وُضِعتْ بمشاركة كاملة من جميع الجهات المعنية.
واعتماداً على الدروس المستفادة منذ إنشاء فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم حتى عام 2030، في أوسلو (النرويج) في عام 2008، ومن خلال منتديات الحوار بشأن السياسات واستعراض الاتجاهات السائدة في السياسات والممارسات الخاصة بالمعلمين، جمع فريق العمل الدولي جل موارده لتطوير دليل السياسة المعنية بالمعلم بشكل استباقي. ويتجلى الهدف من ذلك في دعم تحقيق الهدف المعني بالمعلمين ضمن أهداف التنمية المستدامة وجدول أعمال التعليم حتى عام 2030، وذلك من خلال وضع أداة تحت تصرف الدول الأعضاء والشركاء من شأنها تسهيل إعداد السياسات الوطنية المعنية بالمعلم ومراجعتها.
ونُشرت في عام 2015 النسخة المختصرة من دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين بسبع لغات (العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والروسية والإسبانية). واستدعت الدروس المستفادة من استخدامه في بعض البلدان الحاجة إلى نشر هذا الإصدار الكامل بعد تنقيحه ومراجعته، الذي يشمل البيانات ودراسات الحالة وغيرها من الرسوم التوضيحية التي سيجدها المستخدمون في المستقبل مجدية. وستوفر هذه النسخة باللغتين الإنجليزية والفرنسية أداة تفاعلية يمكن تكييفها تبعاً لسياقات الدول واحتياجات المستخدمين، مما يجعل منها أداة رئيسية لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لفريق العمل الدولي المعني بالمعلمين للفترة 2018-2021، ترمي إلى تعزيز المعلمين ومهنة التدريس، ومن بين أمور أخرى، إعداد سياسات وطنية شاملة معنية بالمعلم.
ويتضمن الدليل خمسة أقسام رئيسية: يعرض الفصل الأول أغراض الدليل ومسوغاته ونطاقه والفئة المستهدفة؛ ويوضح الفصل الثاني الحاجة إلى صياغة سياسة معنية بالمعلم ضمن خطة قطاعية وأولويات التنمية الوطنية؛ ويدرس الفصل الثالث أهم جوانب السياسة المعنية بالمعلم والروابط فيما بينها؛ ويصف الفصل الرابع مراحل عملية إعداد السياسة المعنية بالمعلم؛ ويؤطر الفصل الخامس للخطوات والموضوعات التي يجب معالجتها عند تنفيذ السياسة الوطنية المعنية بالمعلم.
وإننا إذ ندعو الحكومات التي تعتزم استخدام الدليل لإعداد سياسة وطنية معنية بالمعلم إلى اتباع نهج تشاركية وشاملة، خاصة إشراك المعلمين والمنظمات التي تمثلهم في هذه العملية.
ونعرب عن تقديرنا وشكرنا للمؤلفين ولكل من أسهم في عمل هذه الأداة القيمة ونشرها.
ما هذا الدليل إلا نتاج جهد جماعي، وإسهامات قيمة، ومدخلات قدمها عدد من الخبراء في السياسات المعنية بالمعلم. وقام بكتابته سيمون داكتورز (Simone Doctors، مستشار التعليم) وويليام راتيري (William Ratteree، موظف سابق في منظمة العمل الدولية) ويوسف سيد (محاضر في التعليم الدولي بجامعة ساسيكس والكرسي الجامعي للبحوث الجنوب الأفريقية الخاصة بإعداد المعلمين ومدير مركز تعليم المعلمين الدولي، جامعة كيب بينينسولا للتكنولوجيا). وتمت صياغة الدليل تحت إشراف إدين أدوبرا، (Edem ،Adubra، رئيس أمانة فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم حتى عام 2030)، وبتنسيق من هيروميتشي كاتاياما (Hiromichi Katayama).
ودعمت اللجنة التوجيهية لفريق العمل الدولي إنتاج هذا الدليل، ومولته المفوضية الأوروبية وحكومة النرويج بمنحة كريمة. وأصبحت ترجمته إلى العربية والصينية والفرنسية والبرتغالية والروسية والإسبانية ممكنة بتمويل من جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء الأكاديمي المتميز، وقدمت له منظمة «هيومانا» (Humana People to People) المساعدة التقنية.
وقام بتأطير مفهوم الدليل موظفو اليونسكو والاستشاريون خلال ورشة العمل المنعقدة في أيار/مايو 2014 في معهد اليونسكو الدولي لتخطيط التربية في باريس، وهم: جين أدوتي-باه أدوتيفي (Jean Adote-Bah Adotevi)، إندريس آدم أوول (Endris Adem Awol)، أميناتو دياني (Aminatou Diagne)، غابرييل جوتيلمانو (Gabriele Goettelmann)، ماكي كاتسونو-هاياشيكاوا (Maki Katsuno-(Hayashikawa ماثيو لاكاسي (Mathieu Lacasse)، هيلير امبوتو (Hilaire Mputu)، أرنالدو نهافوتو (Arnaldo Nhavoto)، يايوي سيغي-فليتشيك ((Yayoi Segi- Vltchek)، فلورنس سيريو( Florence Ssereo)، وباربرا تورنيير (Barbara Tournier).
وبالإضافة إلى الأعلام المذكورين أعلاه، علق على المسودة الأولية للدليل كلا من: جولي بيلانجر (Julie Bélanger، منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي)، كامل براهم (Kamel Braham، البنك الدولي)، داكمارا جورجيسكو (Dakmara Georgescu، مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية) مارك جينسبيرغ (Mark Ginsburg، منظمة صحة الأسرة الدولية)، ديانا هنكابي (Diana Hincapié)، بنك التنمية للبلدان الأمريكية)، فيبهاف جانداف (Vaibhav Jadhav، جامعة بيون، الهند)، ليو جينغ (Liu Jing، مركز اليونسكو الدولي للبحوث والتدريب في مجال التعليم الريفي، لابي الصين)، أوليفييه لابي، (Olivier Labé، معهد اليونسكو للإحصاء)، أوليفر ليانغ (Oliver Liang، منظمة العمل الدولية)، تاكيشي ميازاكي (Takeshi Miyazaki، الوكالة اليابانية للتعاون الدولي)، آيدان مولكين (Aidan Mulkeen، الجامعة الوطنية الآيرلندية – ماينوث)، باس بورتاليس (Paz Portales، مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في أمريكا اللاتينية والكاريبي)، روبرت براوتي (Robert Prouty، موظف سابق في البنك الدولي)، محمد راغب (منسق عمل فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين، مصر)، إميلي ريتشاردسون (Emily Richardson، كلية المعلمين، جامعة كولومبيا)، بونافنتوري سيغويدا (Bonaventure Segueda، وزارة التعليم، بوركينا فاسو)، شيلدون شيفير (Sheldon Shaeffer، موظف سابق في اليونسكو)، مارسيلو سوتو سيماو (Marcelo Souto Simão، معهد اليونسكو الدولي لتخطيط التربية، بوينس آيرس)، بورنا كومار شريستا (Purna Kumar Shrestha، جمعية الخدمة التطوعية الدولية)، إميليانا فيغاس (Emiliana Vegas، بنك التنمية للبلدان الأمريكية)، جسبر فولرت (Jesper Wohlert، منظمة هيومانا). نتقدم بجزيل الشكر لهم جميعاً.
وننوه أيضاً بالملاحظات الواردة من المشاركين في جلسة العرض التقديمي للمشروع الأولي للدليل في المؤتمر الدولي السابع عشر لبرنامج اليونسكو للتجديد التربوي من أجل التنمية في آسيا والمحيط الهادي المنعقد في تشرين الأول/أكتوبر 2014 في بانكوك (تايلاند)، وورشة التصديق على الدليل التي نظمتها أمانة فريق العمل الدولي في الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر 2014 في الرباط (المغرب). وقامت بتحرير هذا الدليل إليزا بينيت (Eliza Bennett) وقدمت له إيفون روابوكومبا (Yvonne Rwabukumba) الدعم الإداري طوال مراحل إعداده
وضع دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين فريق العمل الخاص الدولي المعني بالمعلمين في إطار التعليم للجميع، بالتعاون الوثيق مع كيانات اليونسكو والشركاء الخارجيين لفريق العمل الخاص المعني بالمعلمين. وكان الغرض منه إنتاج أداة من شأنها مساعدة البلدان على إعداد سياسة وطنية خاصة بالمعلمين تستند إلى البيِّنات.
فمنذ إنشاء فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين في عام 2008 ً بوصفه تحالفا بين شركاء عالميين يرمي إلى تدارك العجز في أعداد المعلمين، دعا هذا الفريق إلى تنسيق الجهود الدولية الرامية ًً إلى توفير أعداد كافية من المعلمين المؤهلين تأهيلا جيدا لتحقيق أهداف برنامج التعليم للجميع، وساعد على تنسيق هذه الجهود. وعلى وجه الخصوص، يراد من المرحلة الثانية لبرنامج فريق العمل الخاص 2014-2016 ) تعزيز أداء نظم التعليم وتحفيز تقدمها في معالجة النقص الحاد في عدد المعلمين المؤهلين من أجل المساعدة على تحقيق ورصد الهدف الخاص المعلمين الوارد في أهداف التنمية المستدامة وفي إطار العمل الخاص بالتعليم حتى عام 2030 .
وطلبت اللجنة التوجيهية لفريق العمل الخاص المعني بالمعلمين في اجتماعها الذي عقد في عام 2013 في كينشاسا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن تباشر الامانة العمل على إعداد الدليل.
وسعيا إلى البدء بالعملية، دعت الامانة إلى عقد اجتماع استشاري مع كيانات اليونسكو المعنية يومي 19و20 أيار/مايو 2014 من اجل أجل مناقشة الفكرة الأولية للدليل وخطوطه العريضة. واستعين على أثر ذلك بثالثة خبراء استشاريين دوليين من أجل صياغة الدليل. وخلال عملية إعداد الدليل، أجريت مشاورات مستفيضة أخرى مع كيانات اليونسكو في كل المناطق ومع طيف أوسع من الأطراف المعنية، بما يشمل واضعي السياسات الخاصة بالمعلمين في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وخبراء من المنظمات الدولية ومنها منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي والبنك الدولي وبنك التنمية للدول الأمريكية، والمنظمات غير الحكومية مثل المنظمة الدولية للخدمة التطوعية فيما وراء البحار وشبكة People to People Humana.
وتمت الموافقة على دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين إبّان حلقة العمل نظمت في الرباط، المغرب في كانون الاول، ديسمبر 2014 ،مع إضافة مدخلات أدرجها المؤلفون لتقديم ّ الصيغة النهائية للدليل. وتمخض عن هذا الاجتماع الرامي إلى إقرار الصيغة النهائية توصية هامة تدعو إلى إصدار نسخة ّ موجزة من الوثيقة لجمهور محدد، وإصدار النص الكامل مع أمثلة عن الحالات الخاصة بالبلدان لمن يرغب في تعلم المزيد عن هذا الموضوع عند استعمال الدليل إعداد سياسة وطنية خاصة بالمعلمين.
ADEA | Association for the Development of Education in Africa |
AITSL | Australian Institute for Teaching and School Leadership |
CEART | Joint ILO/UNESCO Committee of Experts on the Application of the Recommendations concerning Teaching Personnel |
CMEC | Council of Ministers of Education (Canada) |
CPD | Continuing/Continual professional development |
CPTD | Continuing professional teacher development |
CTPDS | Continuing Teacher Professional Development System |
DBE | Department of Basic Education (South Africa) and DHET Department of Higher Education and Training (South Africa) |
DoE | Department of Education |
ECE | Early Childhood Education |
EFA | Education for All campaign/framework/goals |
EI | Education International |
EIP | Evidence-informed policy |
EMIS | Education Management Information Systems |
ENHANSE | Enabling HIV and AIDS, TB and Social Sector Environment Project (Nigeria) |
ESD | Education for Sustainable Development |
FTI | Fast Track Initiative |
GDP | Gross domestic product |
GEQAF | General Education Quality Analysis Framework |
GPE | Global Partnership for Education |
HIV and AIDS | Human Immunodeficiency Virus and Acquired Immune Deficiency Syndrome |
ICT | Information and communication technology |
IIEP | UNESCO International Institute for Educational Planning |
ILO | International Labour Organisation |
INEE | Inter-Agency Network for Education in Emergencies |
INSET | In-service teacher education and training |
IPET | Initial professional education of teachers |
ISCED | International Standard Classification of Education |
ITT | Initial teacher training |
MCTE | Ministerial Committee on Teacher Education (South Africa) |
MoE | Ministry of Education |
MP | Member of Parliament |
MTEF | Medium-Term Expenditure Framework |
NGO | Non-governmental organisation |
NPFTED | National Policy Framework for Teacher Education and Development (South Africa) |
OECD | Organisation for Economic Co-operation and Development |
OREALC/UNESCO | Oficina Regional de Educación para América Latina y el Caribe, UNESCO Regional Bureau of Education for Latin America and the Caribbean |
PCPD | Post-conflict and post-disaster |
PTA | Parent teacher association |
PTR | Pupil–teacher ratio |
QTS | Qualified teacher status |
RTE | Right to Education Act (India) |
SABER | Systems Approach for Better Results in Education |
SACE | South African Council for Educators |
SACMEQ | Southern and Eastern Africa Consortium for Monitoring Educational Quality |
SEAMEO | Southeast Asian Ministers of Education Organisation |
SSA | School self-assessment |
TALIS | OECD Teaching and Learning International Survey |
TB | Tuberculosis |
TEMP | Teacher Education Master Plan (Tanzania) |
TESSA | Teacher Education for Sub-Saharan Africa |
TMIS | Teacher Management Information System |
TSC | Teachers Service Commission |
TVET | Technical and vocational education and training |
UNESCO | United Nations Educational, Scientific and Cultural Organisation |
UIS | UNESCO Institute for Statistics |
UNICEF | United Nations Children’s Fund |
UNRWA | United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees in the Near East |
UPE | Universal primary education |
UK | United Kingdom of Great Britain and Northern Ireland |
USA | United States of America |
USAID | United States Agency for International Development |
VSO | Voluntary Service Overseas |
WHO | World Health Organisation |
وضعت المعايير الدولية وهيئات الخبراء وعمليات الاستعراض المعلمين باستمرار في مركز العملية الرامية إلى تحقيق الانتفاع الشامل بالتعليم المنصف والعالي الجودة. واعتمد الخبراء الحكوميون والتربويون الذين قاموا بصياغة توصية منظمة العمل الدولية واليونسكو بشأن أوضاع المعلمين (منظمة العمل الدولية / اليونسكو، 1966، والمشار إليها فيما بعد بتوصية 1966) على الفكرة القائلة «يعتمد تطور التعليم إلى حد بعيد على مؤهلات هيئة التدريس وقدراتهم بوجه عام، وعلى السمات البشرية والتربوية والفنية للمعلمين الأفراد» (ILO/UNESCO، 1966: 4).
واستنتج بحث مكثف أجري في بلدان وأنظمة تعليمية مختلفة أن «المعلمين هم أكبر تأثير منفرد داخل المدرسة على تحصيل الطالب» وأن «فعالية المعلم هي أهم مؤشر مدرسي على تعلم الطالب»، وغالباً ما تكون فعالية المعلم العامل الأكثر أهمية في التغلب على صعوبات التعلم لدى الطلاب الأقل تحصيلاً (Asia Society, 2014: 7; OECD, 2014a: 32; World Bank, 2013: 5).
ولذلك، هنالك العديد من الأسباب الوجيهة التي تجعل المعلمين والتدريس على رأس اهتمامات التعليم و اهتمامات واضعي السياسة
لتحقيق أقصى قدر من فوائد التعلم، يجب أن يكون للسياسة المعنية بالمعلم رؤية واضحة للمضي قدماً قدماً ونهجاً شاملاً (كلياً) يشمل مجموعة واسعة من الجوانب المتشابكة التي تؤثر في كيفية اختيار الأفراد ليصبحوا أو يبقوا معلمين، يتدربون على عملهم ويؤدونه بفعالية. وكما يقترح الفصل الثاني، فإن السياسة التي تراعي فقط بعض العوامل الرئيسية ليست بالفعالة للغاية في تحقيق أهداف التعلم ذات الأولوية. وتتضمن السياسة الشاملة وبحد أدنى ما يلي:
يتعرض الدليل لهذه النقاط وأكثر منها. على سبيل المثال، ما السياسات المعنية بالمعلم التي تعمل بصورة أفضل لضمان جودة المعلمين والتدريس؟ تدعم الأدلة من دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي السياسات التي تستحدث بيئة تتميز بالمستويات العالية من فعالية المعلمين. وترتبط هذه بدورها، بصورة إيجابية، بالرضا الوظيفي للمعلم، والسلوك الإيجابي للمعلم بالإضافة إلى تحفيز الطلاب ورفع تحصيلهم (OECD, 2014a).
وتظهر الأبحاث الأخرى أن أنظمة التعليم العالية الأداء تبني مواردها البشرية من خلال التركيز على جذب المعلمين الجيدين وتدريبهم ودعمهم، عوضاً عن استنزاف مواردها أو فصل المعلمين ذوي الأداء الضعيف أو المتدني (Asia Society, 2014: 8).
وغالباً ما تضطر البلدان القليلة الموارد وذات الدخل المنخفض إلى النظر بعناية إلى توازن التكاليف مع هذه النقاط بصورة أدق عند اتخاذ قرار معني بتوظيف المعلمين والتدريس وشروط التعيين لتلبية متطلبات الجودة؛ لكنها ما زالت تعتمد على بعض السياسات لجذب وتحفيز واستبقاء أفضل الأفراد للتدريس. ويلخص الدليل هذه الخيارات ويقدم توصيات بشأن دمج السياسات المختلفة لتمكين العمل بها في مجموعة واسعة من البلدان وأنظمة التعليم - غنية أكانت أم فقيرة، كبيرة أم صغيرة، في المناطق الحضرية أو المناطق الريفية على حد سواء.
ويمكن أن تكون السياسة الوطنية الشاملة التي يتم تزويدها بالموارد الكافية وتنفيذها بالإرادة السياسية والمهارة الإدارية اللازمة، خطوة أولى وحيوية على طريق تحقيق هيئات تدريسية مهنية ومحفزة. يمكننا القول إن تحقيق هذا الهدف هو أفضل استثمار يمكن للدولة القيام به تجاه التعليم والمتعلمين
ويناقش الفصل الآتي من هذا الدليل أهمية صياغة سياسة معنية بالمعلم، وكيفية تماشيها مع السياسات الأخرى، وبعض المبادئ الرئيسية الداعمة لها.
صمم هذا الدليل لمساعدة واضعي السياسات الوطنية، وأصحاب القرار، ومسؤولي التعليم في إعداد سياسة مدروسة مستنيرة لتكون عنصراً متكاملاً في خطط أو سياسات قطاع التعليم الوطنية، بما يتماشى مع خطط التنمية الوطنية واستراتيجياتها.
وبصورة أدق، يعد الدليل أداة مصممة للإسهام في وضع سياسة وطنية معنية بالمعلم ومبنية على أدلة محددة لكل سياق وطني والاعتماد على أمثلة من الممارسات الجيدة من مجموعة واسعة من البلدان Footnote 1
واستناداً إلى أفضل الأدلة المتاحة بشأن السياسة المعنية بالمعلم ومهنة التدريس، يرمي الدليل إلى:
ولذلك، فالدليل ليس أداة تشخيصية على هذا النحو؛ فهو يفترض أن التشخيص الدقيق لواقع المعلمين والتدريس قد اكتمل بالفعل قبل وضع السياسة، أو سيعمل به؛ لأنه جزء من عملية تطوير السياسة المعنية بالمعلم. انظر الفصل الثاني (القسم 2.3) لأمثلة على بعض أدوات التشخيص التي أعدتها المنظمات الدولية.
يتناول الدليل ما يلي:
ولا يتناول الدليل الفئات التالية من المعلمين على الرغم من أن الكثير من التحليل ينطبق عليها:
ويرمي هذا الدليل إلى مساعدة واضعي السياسات، وأصحاب القرار في دمج السياسة الوطنية المعنية بالمعلم في خطة أو سياسة قطاع التعليم الوطني، وتجنب التجزئة وانعدام الاتساق في تنفيذها، ومع السياسات الأخرى الملائمة - على سبيل المثال، تلك التي تستهدف رعاية الأطفال وحقوقهم أو حقوق الإنسان بوجه عام، أو تلك المصممة للتعامل مع قضايا محددة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) ومتلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) - يجب النظر فيها جنباً إلى جنب مع توصيات الدليل بشأن صياغة السياسة المعنية بالمعلم (تمت مناقشتها بمزيد من التفصيل في الفصل الثاني).
في المقام الأول، يجب أن يساعد هذا الدليل السلطات الوطنية المسؤولة عن التعليم والسياسة المعنية بالمعلم والتخطيط والتطبيق. فعلى المستوى الوطني، قد تشمل الفئات المستهدفة:
وعلى الرغم من أن الدليل مصمم لتسهيل وضع السياسة الوطنية، فهو يساعد أيضاً أولئك على المستوى دون الوطني الولاية أو الإقليم أو المحافظة، أو المحلي أو البلدي أو القروي- في شؤون القضايا المتعلقة بالمعلمين.
ينطبق الدليل على مقدمي التعليم العام والخاص ومعلميهم - ويجب تضمينهم جميعاً، كما تمت مناقشته في القسم 1.1.2 أعلاه، في صلب السياسة الوطنية. ويشمل مقدمو التعليم الخاص أولئك الذين يكون للحكومة وظيفة إشرافية أو تنظيمية عليهم وهم جزء من مسؤولياتها الوطنية، ومنهم:
فضلاً عن سلطات التعليم العام والخاص، يساعد هذا الدليل جميع الجهات المعنية الأخرى المشاركة في حوار مع الحكومة بشأن السياسة، وهو جزء من تطوير سياسة وطنية وملائمة معنية بالمعلم وتنفيذها، ومنها ممثلو الجهات التالية (انظر الفصل الرابع للحصول على قائمة أكثر تفصيلاً):