يتناول هذا الفصل الجوانب الرئيسية لتأطير السياسة المعنية بالمعلم. يبدأ بتحديد الحاجة إلى نهج متماسك ومتكامل لتطوير السياسة، لا سيما فيما يتعلق بسياسات التعليم الأخرى وخطط وأولويات التنمية الوطنية. ويتبع ذلك مناقشة المبادئ التوجيهية لإعداد السياسة. ويختتم بملخص ومراجعة للمصادر الرئيسية التي قد تساعد الحكومات الوطنية في تأطير السياسة المعنية بالمعلم وإعدادها.
أثناء قراءتك للقسم 2.1 ، لاحظ ذلك وكن مستعدًا للشرح:
هنالك العديد من الأسباب المهمة لواضعي السياسات وأصحاب القرار لصياغة سياسة وطنية معنية بالمعلم وتنفيذها: أهمية التعليم والمعلمين والتدريس؛ ضمان نجاح التعلم المنصف لجميع المتعلمين؛ تعظيم استثمارات الدولة في التعليم؛ وضمان أعداد كافية من المعلمين الأكفاء و المتحمسين، لا سيما في المواقع التي هي بأمس الحاجة إليهم (الفصل الأول).
وتتطلب هذه الأهداف المتعددة تخطيطاً وتنسيقاً دقيقين بين العديد من الجهات الفاعلة المختلفة. وينطوي ذلك على إنشاء أو تعزيز آليات التنسيق لمعالجة العوامل المعقدة والمتشابكة التي تؤثر في التدريس والتعلم، ومنها: الإطار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبلد أو المجتمع؛ الاعتبارات الأسرية؛ نظام التعليم / المدرسي؛ والعوامل المتعلقة بالمدرسة (OECD, 2005: 30). ستحتاج عملية تطوير سياسة وطنية معنية بالمعلم وتنفيذها إلى تحديد هذه العوامل المتشابكة التي تؤثر في المعلمين والتدريس والتعامل معها.
وجزئياً بسبب تعقيدها، قد لا تحتل السياسة المعنية بالمعلم مرتبة عالية في قائمة أولويات الدولة؛ نظراً لتكاليفها السياسية والمالية - خاصة إذا كانت، كما يشير الدليل، سياسات شاملة. ولتحقيق أقصى قدر من الفعالية، يجب أن تكون السياسة المعنية بالمعلم قابلة للتطبيق على جميع المعلمين، في جميع المناطق وعلى جميع مستويات المدارس ضمن نطاق هذا الدليل. ففي كثير من الأحيان، يتجنب واضعو السياسات وصناع القرار مثل هذه التغييرات الشاملة في السياسات أو تؤجل بسبب تكاليف التنفيذ والأطر الزمنية (الفصل الخامس). ومع ذلك، إذا تعاملوا معها جزئياً، فمن المحتمل أن يكون للسياسة تأثير محدود على التحديات (OREALC, 2013: 90). وعليه، فإن الإرادة السياسية، التي تمثل الحد الأقصى من الإجماع الوطني للمضي قدماً، هي المحدد الرئيسي لعملية رسم السياسة، التي تشمل وضع إطارها الأولي.
إن مواءمة السياسة المعنية بالمعلم مع سياسة أو خطة التعليم الخاصة بالبلد أمر بالغ الأهمية لنجاحها. ستسترشد السياسة المعنية بالمعلم التي تدمج جيداً في خطة قطاع التعليم الأشمل بالرؤية العامة نفسها، فضلاً عن مشاركة خصائصها الأساسية الأخرى: الطابع الاستراتيجي والشمول والجدوى والاستدامة ومراعاة السياق (Global Partnership for Education/GPE, 2014; International Institute for Educational Planning – IIEP and GPE, 2012: 7). أصدرت منظمة الشراكة العالمية من أجل التعليم دليلاً لتحليل قطاع التعليم (GPE, 2014) يوفر إطاراً وأداة مفيدة لربط إعداد السياسة المعنية بالمعلم بالتخطيط الشامل للتعليم. وعلى وجه الخصوص، يؤطر هذا الدليل لنهج واضح يربط إعداد المعلمين بالجودة لتحسين جودة التعليم. ويجب أن تتناول السياسة الشاملة المعنية بالمعلم الأهداف العامة والتحديات الرئيسية كما هو موضح في سياسة / خطة التعليم، والتمويل المطلوب لتحقيق هذه الأهداف، والمعايير الديموغرافية للسكان المتعلمين والموارد البشرية اللازمة لتحقيق الانتفاع العام بالتعليم الجيد.
ويعتمد هذا الدليل على المفهوم القائل بأن سياسة مفردة وشاملة أفضل من سياسات عدة أقل شمولية، أو من الوثائق التي تتعامل فقط مع واحد أو عدد قليل من الجوانب الرئيسية التي تحدد أطر جودة المعلم وظروف التعلم المناسبة، ومن ثم تتسم بعدم التجانس والاتساق. وإذا أُعدت السياسة المعنية بالمعلم ونفِّذت بالتوافق مع السياسة العامة لقطاع التعليم، فلن تُفاقم تجزئة السياسة العامة. ومع ذلك، لا تحتاج السياسة المعنية بالمعلم إلى أن تكون سياسة جديدة تماماً، فقد توحد النهوج المجزأة المتعلقة بالجوانب المهمة. وسيوجه قطاع التعليم الحالي والمستقبلي الخاص بالبلد والسياسات المتعلقة بهذا المجال المذكورة لاحقاً - فيما يتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز والقضايا الجنسانية، وما إلى ذلك - قرار اختيار سياسة واحدة أو نهج آخر على المستوى الوطني.
وكما هو الحال الآن، فإن معظم خطط قطاع التعليم تفاقم التجزئة وتضعف الاتساق؛ فهي تتناول جوانب السياسة المعنية بالمعلم على نحو جزئي فقط، ولا تتضمن جميع المحددات الرئيسية لنجاح التعلم المرتبط بالمعلمين على نحو منهجي، أي، التوظيف؛ والتعليم الأولي؛ والتعيين المتوازن مع المتطلبات التعليمية؛ والتطوير المهني المستمر؛ والرواتب اللائقة؛ والآفاق المهنية؛ وظروف العمل (التدريس/التعلم) (انظر (Hunt, 2013)، لمراجعة 40 خطة تعليمية وطنية معنية بالتدريس والتعلم؛ (UNESCO, 2014a: 22). وتقدم على سبيل المثال، خطة تتضمن بعض الاستراتيجيات المحددة على نطاق واسع التي تشمل العديد من جوانب السياسة المعنية بالمعلم (الإطار 2.1). ومع ذلك، هنالك بعض العناصر المهمة المفقودة من عناصر السياسة الشاملة (انظر الفصل الثالث) التي من شأنها أن تعزز حماسة المعلم وأداؤه المهني (كما هو موضح في القسم 2.2).
تعتمد الخطة الخامسة لقطاع التعليم التي أعدتها وزارة التعليم في غانا على الخطط السابقة وتحليل تطبيقها وتنفيذها من خلال عمليات التقييم الوطنية، وعمليات استعراض الخطة وتحليل القطاع ومصادر إحصائية وطنية. وأقرت الخطة بالروابط مع سياسات التعليم والتطوير الوطنية والدولية الأخرى، ويشمل ذلك «السياسة الخاصة بإدارة شؤون المعلمين وتنمية قدراتهم في مرحلة ما قبل التعليم العالي التي وُضعت في عام 2008»، التي تضمنت صياغة استراتيجيات عامة جداً للتعامل مع الجوانب التالية للسياسة المعنية بالمعلم:
وتشير المبادئ التوجيهية للخطة إلى تحسين جودة التدريس والتعلم وتطوير خدمة تعليمية فعالة وكفؤة ومكافأة ملائمة، بينما تشمل أهداف السياسة المعنية بالمعلمين في التعليم الأساسي والثانوي: تحسين إعداد المعلمين وترقيتهم ونشرهم على نحو ملائم (للتعليم الأساسي، وخاصة في المناطق الأقل حظاً، مع التركيز على المعلمات)؛ والتأكد من أن الخدمة التعليمية «هادفة وقيمة مقارنة بالتكاليف من حيث وقت التواصل مع التلاميذ». وتشير الأهداف إلى حضور المعلم في الفصول الدراسية والتزامه بساعات العمل، وضمِّن ذلك في تقييم أداء المعلمين والمعلمين القادة. وتستهدف أهداف أخرى وفورات في التكاليف من خلال استبدال الرواتب الحكومية لمعلمي التعليم الأولي عبر القروض، وزيادة التدريس المتعدد الصفوف، والتخلص التدريجي من إجازة التطوير المهني لصالح التدريب عن بعد و«ترشيد» تكاليف التوظيف من خلال التخلص من «العاملين الوهميين» و«غير المستغلين / غير المنتفع بهم». حيث من المتوقع أن ترتفع نسبة التلاميذ إلى المعلمين على جميع المستويات.
ومع أن الخطة مصممة بوضوح لمعالجة مشاكل محددة داخل النظام التعليمي في غانا، ولكن يبدو أنها لا تولي اهتماماً كافياً بقضايا مثل حوافز التوظيف والنشر والنقل من منطقة إلى أخرى، والتطوير المهني الشامل لجميع المعلمين، وساعات العمل المرنة والعوامل الأخرى التي تؤثر في حوافز ودوافع المعلم.
تعد السياسة المعنية بالمعلم مكوناً مهماً في السياسة الشاملة المعنية بالتعليم لتعزيز جودة التعليم وتحقيق الرؤية القُطرية في هذا المجال: حين تتماشى السياسة المعنية بالمعلم مع السياسة المعنية بالتعليم، فإنها تعزز أهداف التعليم؛ وعندما تكون السياستان غير مترابطتين، تعاني كلاهما من جودة التدريس والتعلم. يقدم الإطاران (2.2) و(2.3 ) ملخصاً لنهجين مختلفين للغاية.
ساعد اعتماد التزامات إطار عمل داكار لعام 2000 بأهداف التعليم للجميع على تحفيز التغييرات في السياسة العامة لتعزيز التعليم الابتدائي الشامل في كينيا وتنزانيا في الفترة 2002-2003، إذ أُلغيت الرسوم المدرسية أو قُلِّصت بشدة، مما أدى إلى زيادة الالتحاق بالمدارس الابتدائية كثيراً. وتناولت خطط التعليم الوطنية توظيف المعلمين وتدريبهم، والبنية التحتية الجديدة وتغيرات التمويل في السنوات القليلة الأولى. ومع ذلك، لم تكن هنالك سياسات شاملة معنية بالمعلم للتعامل مع العديد من التحديات الأخرى المتعلقة بالتوظيف والتدريب والنشر وظروف التدريس التي كانت موجودة بالفعل أو من المحتمل أن تظهر مع السياسة الجديدة المعنية بالتعليم.
وأفادت التقارير أن الزيادات الكبيرة في الالتحاق أثرت في الرضا الوظيفي لدى المعلم والحوافز مع زيادة حجم الفصول وعبء العمل، خاصة في المناطق الحضرية، في الوقت الذي اشتدت فيه القيود على الموارد، على الرغم من دعم المانحين الدوليين، واُستخدمت موارد إضافية كبيرة لزيادة القدرة على استيعاب الطلاب الملتحقين بالمدارس، بلا معالجة احتياجات المعلمين وخاصة المهنية منها بصورة مباشرة.
وفي تنزانيا، كان من المخطط زيادة توظيف المعلمين، لكن أعداد المعلمين الجدد كانت أقل نسبياً من معدل الالتحاق المستهدف والكبير جداً، والذي قل أيضاً بمرور الوقت (نقص بنسبة 50% في أعداد المعلمين مقارنةً بنسبة الالتحاق 100%). وأدى قرار الحكومة بوقف وتجميد التوظيف الحكومي إلى مغادرة بعض المعلمين المدربين للعمل في وظائف أخرى. وأدت الفصول الدراسية المزدوجة والمتعددة الصفوف، والتي ازدادت لتعويض الفجوة بين المعلم والفصل، إلى انخفاض في أداء المعلمين. ولذلك، تمت تلبية الزيادات المخطط لها في توظيف المعلمين جزئياً، لكنها لم تكن كافية للتغلب على النقص ونشر المعلمين في المناطق الريفية. وأثر أيضاً فيروس نقص المناعة البشرية في هيئة التدريس، وقُصِّرت فترة الإعداد الأولي للمعلم، وفشلت التحسينات المخطط لها للتطوير المهني - في أثناء الخدمة - في سد الفجوات بسبب الضغوط المالية واللوجستية. وقد كان لذلك تأثير سلبي في إعداد وتدريب المعلمين على تقنيات التدريس / التعلم الأكثر فعالية، وخاصة للفصول الدراسية الأكبر حجماً.
وتجلى التأثير العام في مزيد من الانخفاض في الوضع العام للتعليم مقارنة بالمهن الأخرى. وعلى هذا النحو، ما زالت مسألة توظيف معلم مؤهل من المرشحين مشكلة قائمة. وفي الوقت نفسه، بينما تحسنت مؤشرات التعلم الأساسية بوجه عام، لم يكن الحال كذلك فيما يتعلق بالمعلمين الفقراء والأقل حظاً الذين سجلوا المزيد من الركود على مستوى التعليم الأساسي- الثانوي. وبناء على ذلك، فإن غياب سياسة معنية بالمعلم أعاقت تحقيق أهداف الجودة.
تُصنَّف السياسة المعنية بالتعليم والسياسة المعنية بالمعلم في فنلندا في مراتب مرتفعة باستمرار في عمليات تقييم التعلم الدولية، التي تشير إلى أهمية دمج السياسة المعنية بالمعلم مع أهداف التعليم الشاملة للتعلم ونجاح جميع المتعلمين.
ولا يوجد في فنلندا سياسة رسمية معنية بالمعلم بالمعنى الدقيق للكلمة، فقد وُضِعتْ «سياسة معنية بالمعلم» على نحو افتراضي على مدى سنوات عديدة من خلال تعزيز معايير التعليم العالي الأولي (درجة الماجستير) للعمل معلماً في المدارس الفنلندية، وخضوع جميع المعلمين بانتظام لدورات التطوير المهني. ومولت الحكومة التعليم الأولي والتطوير المهني المستمر بالكامل. وتعد الشهادة الجامعية هي المؤهل الرسمي لممارسة مهنة التدريس - ولا توجد مسارات بديلة أخرى لوظيفة المعلم. وتركز برامج إعداد المعلم والتطوير المهني على تعلم المعلم - القائم على البحث والمعرفة الدقيقة -بالمحتوى والاستراتيجيات التربوية لمستوى التعليم المطلوب.
ونتيجة لذلك، يتمتع المعلمون بصفة فردية ومن خلال نقابتهم بدرجة كبيرة من الاستقلال داخل الفصول فيما يتعلق بممارسات التدريس وتقييم الطلاب، إلى جانب درجة عالية من المشاركة في اتخاذ القرارات بشأن المناهج وعمليات إصلاح التعليم الوطني، وتوجد درجة عالية من الاحترافية المهنية، تعززها الثقة في كفاءات المعلمين ومهاراتهم. ولا يوجد تقييم خارجي بل يجري تناول مسائل تطوير مهارات المعلم وتقييمه من خلال الاستشارات السنوية بين المدير والمعلم. وتُحدَّد رواتب المعلمين وظروف العمل من خلال المفاوضة الجماعية الوطنية. وليست الرواتب بأكثر من متوسط الأجر الوطني وهي قابلة للمقارنة مع المهن الأخرى. وتعد ساعات التدريس منخفضة مقارنة بسائر بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، للسماح بمزيد من الوقت لإعداد المعلمين وإجراء تقييم للطلاب.
والنتيجة هي سياسة واقعية، تمنح مكانة مهنية عالية للتدريس وتشجع خريجي المدارس الثانوية على البحث عن وظيفة معلم: يُقبَل واحد فقط من بين كل عشرة متقدمين لبرامج التدريب الأولي للمعلمين.
يوضح الجدول (2.1) أمثلة على مواءمة بعض جوانب السياسة المعنية بالمعلم مع خطة التعليم، بالاعتماد على توصية منظمة العمل الدولية/ اليونسكو بشأن وضع المعلمين، وإطار اليونسكو العام لتحليل جودة التعليم وكتيب منظمة العمل الدولية بشأن ممارسات الموارد البشرية الجيدة المعنية بمهنة Footnote 4
السياسة المعنية بالتعليم | السياسة المعنية بالمعلم |
---|---|
الأهداف المحددة على المستوى الوطني لانتفاع كل الأطفال/المتعلمين بالتعليم الجيد:
| أعداد كافية من المعلمين المؤهلين تأهيلاً جيداً لكل مستوى تعليمي
|
المناهج الوطنية و / أو المبادئ التوجيهية لسلطات التعليم اللامركزية بشأن خيارات المناهج لتحقيق مستويات الكفاءة المطلوبة لدى الطلاب عند التخرج من كل مستوى تعليمي:
| الإعداد الأولي للمعلم، وإصدار الشهادات (الاعتماد) وبرامج التطوير المهني المستمرة لتحقيق نتائج التعلم المنشودة:
|
تمويل نظام التعليم:
| تمويل إعداد المعلمين وتوظيفهم:
|
إدارة نظام التعليم:
| إدارة المعلمين ودعمهم:
|
بيئة التعلم وظروفه:
| شروط التدريس والتعلم الفعالة:
|
تقييم أداء النظام التعليمي:
| مساءلة المعلم: التقييم والأدوار والمسؤوليات
|
إن مواءمة السياسة المعنية بالمعلم مع مستويات التعليم المختلفة في الدولة - مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم الابتدائي والثانوي العام والمهني - ومع الأولويات المتغيرة يمكن أن يعزز القدرة على التكيف لضمان المزيد من الاتساق في تلبية احتياجات التعليم المتغيرة. وتميل الحكومات إلى تجزئة توظيف المعلمين وإعدادهم بحسب مستوى التعليم. فعند اتخاذ قرار الالتحاق بمهنة التدريس، يسعى الأفراد عادة إلى مستوى تعليمي معين. ومع ذلك، تتغير الظروف الشخصية والمهنية والمادية وتؤثر في التنقل بين تلك المستويات.
وتشجع المعايير الدولية مثل هذه الاحتمالات. على أن تأخذ سياسة ومخططات الحكومة في عين الاعتبار أن المعلمين قد يختارون ترك مستوى تعليمي لآخر، أو ترك التدريس في الفصول الدراسية للمسؤوليات التعليمية الأخرى في الإدارة أو البحث أو إعداد المعلمين (ILO/UNESCO, 1966). ويمكن للسياسة المعنية بالمعلم، من خلال تكييف التخطيط الاستشرافي بحيث يلبي احتياجات التعليم المتغيرة، أن تساعد في تجنب الصدمات غير الضرورية التي تؤدي إلى النقص الكمي أو النوعي. وتشمل الأمثلة على ذلك:
وإن السياسة الاستشرافية المعنية بالمعلم، القادرة على توقع الصعوبات المحتملة ومعالجتها وتقديم الحلول لضمان التدريس والتعلم الفعالين، على الرغم من قيود محدودية الموارد، مهمة بوجه خاص في حالات الأزمات الاستثنائية، حيث يكون العدد الكبير من المعلمين والمتعلمين إما مشردين داخلياً أو لاجئين (Education International – EI, 2014a; Inter-Agency Network for Education in Emergencies – INEE, 2009; Teacher Task Force, 2011a; UNESCO, 2014a (انظرأيضاً القسم 3.1) وتتضمن هذه الظروف:
على السياسة المعنية بالمعلم أن تكون متسقة مع سياسات أو خطط قطاع التعليم وأن تعترف بسياقات السياسات المتنوعة، مثل حقوق الطفل وسياسات حقوق الإنسان الملائمة؛ مثل السياسات الخاصة بمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية ومتلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، حيثما وجدت، أو عندما يكون هذا الشأن محل اهتمام وطني - بوجه خاص - (كما هو الحال في البلدان ذات الانتشار المرتفع)، والسياسات الوطنية المتعلقة بالقضايا الجنسانية أو الخطط المماثلة للحد من الفوارق بين الجنسين.
يرتبط حق الطفل في التعليم بحقوق أساسية أخرى، مثل الرفاهية العامة والصحة والسلامة، ويشمل ذلك الحماية من مختلف ضروب الإساءة. وقد دُوِّنت هذه الاتفاقيات في واحدة من أكثر الاتفاقيات الدولية المصدق عليها، وهي اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل (UN, 1989 – http://www.ohchr. org/ EN/ ProfessionalInterest/ Pages/ CRC.aspx). ونظراً إلى أن معظم البلدان قد صدقت على الاتفاقية، فقد وُضِعتْ تشريعات وسياسات لتنفيذ هذه المعايير. وكثيراً ما توصي أو تفرض هذه التشريعات متطلبات على المعلمين لاحترام حقوق الطفل أو مراقبة رفاه الأطفال المسؤولين عنهم في مجالات مثل العنف المنزلي أو الاعتداء الجنسي أو الاتجار بالأطفال أو عمالة الأطفال. فيجب أن تتماشى السياسة المعنية بالمعلم مع مثل هذه المتطلبات، لضمان التوظيف والتدريب المناسبين للمعلمين، وإعداد التقارير والإجراءات التأديبية في حالة عدم الامتثال. ويجب أن تضمن أيضاً تماشي حقوق المعلمين ومسؤولياتهم مع حقوق الطفل ورعايته وحمايته. وتمتلك المنظمات الدولية العاملة في مجال رعاية الطفل وحمايته عدداً من المصادر للمساعدة في توجيه السياسة بشأن هذه المسائل (انظر على سبيل المثال (EI, 2004; EI, 2014b; ILO, 2012: 20; Poisson, 2009)).
وبالمثل، فإن البلدان في جميع أنحاء العالم- ولا سيما في مناطق أفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي وأوروبا الشرقية الأكثر تضرراً من جائحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز منذ ثمانينات القرن العشرين - تمتلك سياسات وطنية لمعالجة أسباب المرض وآثاره. ويجب أن تتماشى السياسة المعنية بالمعلم مع الجهد الوطني للتصدي لفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، بالنظر إلى العواقب البشرية المدمرة للجائحة والاضطرابات التي تسببها في التدريس والتعلم (المرض والغياب ووفاة المعلمين والمتعلمين، وازدياد عدد اليتامى، والتكاليف البشرية والمالية لنظام التعليم) (ILO, 2012: 67–70).
إن مواءمة السياسة المعنية بالمعلم مع التدابير المعتمدة في إطار سياسة وطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز تساعد على تخفيف الآثار السلبية على جودة التعليم والموارد البشرية، فضلاً عن تقليل التكاليف المالية الناتجة عن عدم اتساق السياستين. ووجد مسح دولي 2011 - 2012 للتقدم المحرز في هذا المجال أن ثلثي 40 دولة مُسِحتْ تقريباً من البلدان ذات مستويات الانتشار الكبيرة قد اعتمدت سياسة قطاع تعليم مرتبطة بالسياسة / الخطة الوطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز؛ وقد وضع ما يقرب من نصف البلدان سياسة معنية ببيئة العمل في قطاع التعليم تنطبق على قضايا التوظيف والتدريب ذات الصلة بالمعلمين والعاملين الآخرين في مجال التعليم (UNESCO and UNAIDS-IATT, 2013: 16, 20–27). ووضعت منظمة العمل الدولية واليونسكو (ILO/UNESCO, 2006a and 2006b) مبادئ توجيهية بشأن محتوى وعمليات وضع مثل هذه السياسة الخاصة في منطقتين متضررتين بشدة (منطقة البحر الكاريبي والجنوب الأفريقي). واعتُمدت من لجنة خدمات المعلمين في كينيا عام 2007.
يجب أن تكون السياسة المعنية بالمعلم مرتبطة أيضاً بالتشريعات والسياسات الوطنية المدنية وسياسات حقوق الإنسان. فالمعلمون هم المرشدون لمن سيصبحون المواطنين الصالحين في المستقبل. كما يُتوقع منهم أن يكونوا بمثابة نماذج يحتذى بها لالتزام الدولة بالحقوق المدنية وحقوق الإنسان الأساسية، ويشمل ذلك عدم التمييز في التعليم وفي المجتمع على نطاق أوسع. وتحتاج السياسة المعنية بالمعلم إلى وضع إطار للتعليم الأولي والتطوير المهني والقوانين الأخلاقية التي تكرس الحقوق والمسؤوليات المهنية، وتوفر للمعلمين الأدوات اللازمة للتدرب والتصرف وفقاً لأعلى المعايير المهنية ليكونوا مواطنين نموذجيين (Tomasevski, 2004; UNESCO, 2014b).
يعد الاستثمار في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة أساساً مهماً لجميع أنواع التعليم الأخرى؛ ولتحسين الجودة وتحقيق العدالة (UNESCO, 2006). وتعد جودة الرعاية والتدريس أمراً بالغ الأهمية لضمان توفير رعاية طفولة مبكرة عالية الجودة. واستناداً إلى أدلة من مجموعة واسعة من البلدان، تشير المبادئ التوجيهية لمنظمة العمل الدولية بما يتعلق بظروف العمل اللائقة للعاملين في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة إلى أن «توفير جودة عالية في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يعتمد على الاستثمارات الكافية في التعليم والتدريب الأولي للعاملين في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة الذي يضمن الإعداد لجميع أفراد المنظومة – ومنهم معلمو المدارس الابتدائية - الذين يتمتعون بوضع ومسؤوليات مهنية متكافئة». وتؤكد المبادئ التوجيهية كذلك أهمية الوضع المهني والاجتماعي والمادي اللائق للعاملين في التعليم لمرحلة الطفولة المبكرة، المبنية على سياسة أو استراتيجية شاملة للتوظيف والتطوير والاستبقاء موضوعة على المستوى الوطني، لضمان تميز التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة (ILO, 2014: 10, 13). وبالنظر إلى أهمية هذا الأساس التعليمي، يجب أن تتماشى السياسة المعنية بالمعلم في المقام الأول مع السياسات المتعلقة بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وتعزيزها.
يجب أيضاً ربط السياسة المعنية بالمعلم بالجهود الوطنية للحد من التفاوت بين الجنسين في التعليم والتدريب والتوظيف والدخل والحصول على الخدمات الاجتماعية. وسواء وجدت سياسة وطنية لذلك أم لا، فإن العديد من خطط التعليم الوطنية تعالج الاختلالات بين الجنسين وهو جزء من الجهود المبذولة لتحقيق الهدف الخامس من إطار عمل داكار للتعليم للجميع (UNESCO, 2000). وتستهدف هذه السياسات، بوجه عام، انتفاع الفتيات بالتعليم والتدريب الجيد، على الرغم من أن يعض البلدان في بعض المناطق - مثل منطقة البحر الكاريبي - يجب أن تتناول مشاركة الشباب في مستويات التعليم الثانوي والعالي. ويستشهد الإطار (2.4) ببعض الأمثلة.
تتخذ العديد من البلدان إجراءات من شأنها ربط السياسة المعنية بالمعلم بالاختلالات المهمة بين الجنسين التي يرغبون في تقليلها أو القضاء عليها، وفي أغلب الأحيان لتحسين انتفاع الفتيات بالتعليم الجيد. من الأمثلة على ذلك:
في الولايات الفيدرالية وأنظمة التعليم اللامركزية، من المرجح أن تكون سلطات التعليم المحلية هي المسؤولة عن وضع السياسة الرئيسية واتخاذ القرار أو على الأقل مشاركة المسؤوليات مع السلطات الوطنية. وعليه، يجب أن تتناول السياسة المعنية بالمعلم المسؤوليات المشتركة لإعداد السياسة وتنفيذها من خلال التنسيق مع السلطات المحلية على المستوى الوطني. وقد وضعت عدة دول مثل البرازيل وكندا ونيجيريا والولايات المتحدة الأمريكية نهوجاً مختلفة لتنسيق السياسات التي تعزز المساواة في الوصول والحصول على التعليم ومعايير الجودة مع مراعاة السياقات المحلية أيضاً (الأطر 2.5، 2.6).
وتعرف السياسات الجيدة المعنية بالمعلم في الأنظمة الفيدرالية بصفة عامة جداً عادةً، وتعترف بسيطرة السلطات على مستوى الولاية على ممارسات التدريس والمعلمين. إن الأداة الرئيسية للحكومة الفيدرالية لتنسيق السياسة على الصعيد الوطني هي الدعم المالي؛ وعادة ما تكون مرتبطة بمعايير محددة لتحسين التعلم أو التدريس، مع تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة على الجوانب المعنية بالمعلم.
في البرازيل، تتناول خطة التعليم الوطنية المعتمدة في عام 2010 وخطة تطوير التعليم العديد من المسائل المتعلقة بالسياسات المعنية بالتعليم والمعلم. وتسعى الخطة على وجه التحديد إلى تعزيز نهج نظامي على الصعيد الوطني لزيادة المساواة في الانتفاع بالتعليم وتحسين جودة التعليم عبر العديد من المناطق والولايات البرازيلية. وتعتمد الخطتان كلاهما على قانونين اعتمدا سابقاً لإنشاء آليات تمويل وطنية لتحقيق أكبر قدر من المساواة في الانتفاع بالتعليم وتحسين جودته في المناطق والولايات والبلديات الأكثر فقراً: صندوق إدارة التعليم الابتدائي والتطوير لتحسين وضع المعلم؛ وصندوق تطوير التعليم الأساسي وتقدير مهنة التدريس، اللذان يستكملهما برنامج «بولسا فاميليا» الذي يوفر تحويلات نقدية للعائلات مقابل التحاق الأطفال بالمدارس.
وأسفر صندوق إدارة التعليم الابتدائي عن تحسين وضع المعلم كثيراً من خلال استثمارات الحكومة الفيدرالية في التعليم، حيث خصص 60% من الأموال لرواتب المعلمين و40% للشؤون المدرسية. وسمح تحديد الحد الوطني الأدنى لأجر المعلم في الولايات الشمالية الفقيرة بتحسين مؤهلاتهم، وحصل تقريباً جميع المعلمين على الحد الأدنى المطلوب من التدريب حتى عام 2002 . وشجع على تدفق المعلمين المؤهلين تأهيلاً كاملاً إلى تلك المناطق، مما أدى إلى زيادة بنسبة 20% في القوى العاملة للمعلمين خلال الفترة 1997 - 2002. وأدت الصناديق الخاصة إلى زيادات كبيرة في نسبة الالتحاق بالمدارس في المناطق الشمالية الأكثر فقراً، وزيادة في متوسط الحضور المدرسي بين الأطفال من أفقر 20% من العائلات، وزيادة درجات التحصيل لمادة الرياضيات. وأدت خطة التعليم الوطنية وخطة تطوير التعليم إلى تعاون أكبر في التعليم الأولي للمعلمين والتطوير المهني ما بين مؤسسات التعليم العالي والمفتوح والقوى العاملة من المعلمين على مستوى الولايات والبلديات. واستُحدثت أدوات جديدة لنظام التعليم لتعزيز التنسيق على الصعيد الوطني في المجالات الرئيسية مثل تعليم المعلمين والتطوير المهني والموارد التعليمية.
وأُدرجت خطة قطاع التعليم في نيجيريا للفترة 2011-2015 في «خارطة الطريق» التي نُشرت في عام 2009. حيث يعد التعليم مسؤولية مشتركة على صعيد الاتحاد والولايات والصعيد المحلي. ووزارة التعليم الاتحادية هي المسؤولة عن السياسة الوطنية وجمع البيانات والمعايير الموحدة ويشمل ذلك ضمان الجودة وتطوير المناهج والمواءمة بين السياسات والإجراءات المتبعة.
وينظر إلى توظيف المعلمين والجودة والتطوير والتحفيز والاستبقاء إلى جانب البنية التحتية غير الكافية والموارد التعليمية باعتبارها تحديات رئيسية في خارطة الطريق، جنباً إلى جنب مع الاستراتيجيات العامة والمؤشرات والجداول الزمنية المعنية بتعليم المعلمين وتطويرهم، وتعاملت الخطة مع العديد من جوانب السياسة المعنية بالمعلم:
ومع أن خطة قطاع التعليم واسعة النطاق، فإن معظم الاستراتيجيات والمؤشرات عامة جداً، مع أطر زمنية قصيرة جداً للتنفيذ. وسلط تقرير تنفيذي لعام 2012 الضوء على التحديات وأوجه النقص أو الخلل في التنفيذ، التي تُنسب غالباً إلى قضايا التمويل.
في كندا، يعد وضع البرامج والسياسة المعنية بالمعلم من صميم عمل مجالس الولايات وإدارة المدارس المحلية. ومع ذلك، يوفر مجلس وزراء التربية والتعليم الكندي منتدى يتشارك فيه وزراء التعليم بالولايات / الأقاليم المعلومات، ويتشاورون في الأمور ذات الاهتمام المشترك، والقيام بمبادرات تعاونية وتمثيل مصالح الولايات / الأقاليم أمام الحكومة الاتحادية وعلى الصعيد الدولي لجميع المستويات التعليمية. واقتصر عمل مجلس وزراء التربية والتعليم الكندي على السياسة المعنية بالمعلم بصورة أساسية حتى الآن على تنسيق المعايير الكندية الشاملة للحصول على شهادة معلم – ترخيص - وتقييم أوراق اعتماد المعلمين الذين دُرِّبوا ووظِّفوا من خارج كندا.
وفي الولايات المتحدة، كما هو الحال في كندا، تعد جوانب التعليم والسياسة المعنية بالمعلم من اختصاص الولايات والسلطات المحلية. وفي السنوات الماضية، الأخيرة، حاولت الحكومة الفيدرالية التأثير في سياسات الولايات والسياسات المحلية من خلال مبادرات الإصلاح المتتالية لتلبية المعايير الاتحادية (أو المعايير الأساسية المدعومة على صعيد الاتحاد التي وضعتها الهيئات المهنية الوطنية)، وذلك باستخدام المنح الاتحادية وتعرف هذه الإجراءات باسم تشريع «عدم ترك أي طفل بلا تعليم» ومبادرة إدارة أوباما الرئاسية «سباق إلى القمة»، وترمي إلى تحسين نتائج التعلم، مع التركيز على الفئات الأقل حظاً، من خلال تحسين فعالية المعلمين وآليات المساءلة النظامية. وتتأثر أبعاد السياسة المعنية بالمعلم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالمعايير والمنح على مستوى الولاية والمستوى الاتحادي وتشمل توظيف المعلمين والتطوير المهني والدعم والتقييم؛ والفعالية والأجر القائم على الأداء؛ الحوافز والعقوبات التي تؤثر في العمالة والمكافآت والوظائف؛ وصولاً إلى فصل المعلمين والمديرين إذا لم تتحقق الأهداف. ومنتقدو هذه السياسة، ومنهم العديد من معلمي الفصول الدراسية المطلوب منهم أو المضغوط عليهم لتطبيق منهجيات تدريس على سبيل الاختبار، ينتقدون الاعتماد المفرط على نتائج الاختبار الموحد و«نماذج التقييم» المعتمدة لقياس النجاح، من غير الأخذ بالاعتبار ظروف كل مدرسة على حدة وعوامل التعلم.
وتبرز مسائل أخرى تتعلق بالسياسة في الدول الكبيرة والصغيرة جداً (خاصة الجزر)، غالباً فيما يتعلق بالنطاق الكبير للتعليم والمدى الجغرافي الشاسع في الدول الكبيرة جداً (انظر الإطار 2.7 جمهورية الصين الشعبية مثالاً على ذلك)، والقيود المتعلقة بالقدرات البشرية والمالية في هذه الدول.
وكما هو الحال في جميع البلدان تقريباً، تُدرج الصين عناصر السياسة المعنية بالمعلم في خطتها العشرية لقطاع التعليم، وذلك بدلاً من صياغة سياسة خاصة معنية بالمعلم. وتتضمن الخطة فصلاً عن المعلمين يركز على العناصر الرئيسية لتحسين جودة المعلم / التدريس في خضم التحول السياسي والاقتصادي المستمر لثاني أكبر اقتصاد عالمي وأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان. وتشمل:
تنطبق أيضاً الاعتبارات الخاصة بالسياسة المعنية بالمعلم على سياقات ما بعد النزاع أو ما بعد الكوارث. وتحدد المبادئ التوجيهية للشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ دمج حساسية النزاع في السياسة المعنية بالتعليم وبرمجة السياقات الهشة المتأثرة بالنزاعات (INEE, 2013) في العديد من الجوانب المهمة للسياسة المعنية بالمعلم، ويشمل ذلك:
:أثناء قراءة القسم 2.2 ، لاحظ ما يلي
تؤكد المبادئ التوجيهية لخطط قطاع التعليم وسياساته الاستقلال والتنسيق والمشاركة والاستدامة من خلال تنمية القدرات. وقد تتضمن المبادئ أو العناصر الرئيسية ما يلي: رؤية أو بيان مهمة يحدد الاتجاه؛ وتحديد الاستراتيجيات والقدرات والأولويات؛ والنهج الشامل؛ وتحليل الجدوى للاتجاهات والقيود والتزامات الجهات المعنية التي تؤثر في التنفيذ وغالباً ما ترتبط ارتباطاً وثيقاً «بالثغرات» السياسية والاقتصادية والطبيعية التي تمثل السياق الوطني الذي توضع وتنفذ فيه الخطة (IIEP and GPE, 2012).
وكما هو الحال مع سياسة أو خطة التعليم الوطنية، يجب أن تبني السياسة الجيدة المعنية بالمعلم أساساً متيناً فيما يتعلق بعدد من المبادئ والعناصر الأساسية اللازمة لتنفيذ هذه الخطة وتحقيقها، ولا سيما:
تحتاج السياسة المعنية بالمعلم على الأقل إلى بيان موجز بشأن ماهية الموضوع وسبب أهميته، وتحديد بعض الأهداف الشاملة التي تحدد الاتجاهات وتحدد أين تريد الدولة أو النظام لمهنة التعليم أن تكون في مرحلة معينة في المستقبل. حيث يجب أن تسود ثلاثة مفاهيم رئيسية في تحديد الأهداف:
وتتمثل الأهداف النهائية في حصول الجميع على التعليم بأعلى جودة ممكنة لجميع المواطنين في المجتمع، حتى الفئات الأكثر تهميشاً. واستناداً إلى أدلة من العديد من البلدان، يعد المعلمون العامل الوحيد الأكثر أهمية الذي يحدد ما إذا كان ستحقق هذه الأهداف (على الأقل من حيث العوامل التي يمكن أن تتأثر بواضعي السياسات التعليمية). لذا تعد فعالية المعلم جزءاً حاسماً من بيان المهمة.
ويمكن تعريف الفعالية من خلال تحقيق أهداف تعليمية معينة، مثل الأهداف الإحصائية (نسبة محو الأمية 100%) والملموسة أقل (نسبة المواطنين المربين المشاركين)، «وإعلاء قيمة» عمل المربين السابقين ( الذين يشملون العائلات والمجتمعات)، أو تحديد الجوانب الرئيسية المعنية بالمعلم التي تفيد التقارير بأنها تؤثر في الفعالية (انظر الفصل الثالث). ومهما كانت قيم هذه المؤشرات، من المهم تحديد بيان مهمة السياسة بطريقة تربط عمل المعلمين بالأهداف التعليمية الأساسية والعالمية (Moon, 2013: 22–25; OECD, 2005: 30–33; World Bank, 2013).
ويعد تحفيز المعلمين للقيام بأفضل عمل ممكن من خلال التدريب والأدوات المتاحة لبنة أساسية من الفعالية. ولا يوجد قدر كاف من تعليم المعلمين أو الحوافز المادية لتقديم أداء جيد التي يمكنها أن تعوض عن عدم اهتمام الأفراد وعدم حماستهم في إطار أوضاع التدريس والتعلم (مع أن كليهما يمثلان جانباً حاسماً لمسألة الفعالية - انظر الفصل الثالث). ومن ثم، يجب أن تحدد السياسة المعنية بالمعلم هدفاً عاماً لتحقيق أقصى قدر من الحماسة (وجوانبها الأخرى، أي التفاني في المهام وتدريس المتعلمين) لجميع الذين يلتحقون بمهنة التدريس (Bennell, 2011).
وأن يكون المبدأ التوجيهي الثالث في بيان / أهداف مهمة السياسة هو الوصول للمستويات القصوى من مهنية المعلم. «المهنية» لها جوانب عديدة، يمكن القول إن أهمها المعايير العالية من التعليم / التدريب، ومهارات العمل، والوفاء بالواجبات والمسؤوليات، وأقصى قدر من اتخاذ القرارات بصورة مستقلة. حتى - أو بوجه خاص - في أنظمة التعليم التي تفتقد إلى واحد أو كل هذه العوامل (على سبيل المثال، بسبب الأعداد الكبيرة من المعلمين المؤهلين تأهيلاً ضئيلاً أو الرقابة الصارمة على عمل المعلمين من خلال الإشراف من الأعلى للأسفل والاختبار الموحد)، إن سياسة جيدة معنية بالمعلم ستحدد أهدافها على أعلى مستوى مهني (ILO/ UNESCO, 1966: Arts. 6, 61–63, 66, 71–73).
لمعرفة ما إذا كانت السياسة ناجحة (تحقق الأهداف)، من المفيد تحديد أهداف ومعايير وجداول زمنية لقياس التقدم. فضلاً عن الأهداف العامة (مثل تحسين جودة المعلم، والحد من تناقص أعداد المعلمين أو التغيب عن العمل، وزيادة الوصول إلى المواد التعليمية)، ويُنصح عموماً بتحديد الأهداف والمعايير الإرشادية (مثل النسبة المئوية للمعلمين المؤهلين المعينين، وعدد المعلمين بمرحلة التطوير المهني، ورواتب المعلمين مقارنة بنظرائهم المهنيين الآخرين، وعدد المعلمين المزودين بوسائل التعلم الأساسية). وتسمح الأهداف أو المعايير الأكثر تحديداً بمراقبة التقدم بسهولة وكفاءة أكبر. وتصاغ الأهداف خلال فترة زمنية محددة تشمل الأهداف المتوسطة والنهائية. ويكون الجدول الزمني أكثر فائدة إذا تماشى مع خطة التعليم الوطنية ويضع في الحسبان كلا ً من الأولويات القصيرة الأجل (توظيف المعلمين لشغل جميع حالات النقص المحددة) والأولويات الطويلة الأجل للتخطيط والنتائج التعليمية (سنوات التعليم اللازمة لإعداد معلم جيد بصورة صحيحة) (IIEP and GPE, 2012: 12–13; UNESCO, 2012a: 23–25; UNESCO, 2010: 26–27).
ستكون السياسة المعنية بالمعلم أكثر فاعلية إذا كانت شاملة، وعلى الأقل تشمل أهم جوانب إعداد المعلم وعمله (OECD, 2005; ILO, 2012؛ انظر الفصل الثالث لمزيد من التفاصيل):
وتشير معظم عمليات الاستعراض بشأن سياسات التعليم والسياسات المعنية بالمعلمين إلى أن السياسات والاستراتيجيات عادة ما تكون مجزأة أو غير مكتملة فيما يتعلق بشمول هذه الجوانب، مع التركيز بدلاً من ذلك على السياسات التي تبدو مهمة في وقت معين (Teacher Task Force, 2011a and 2011b; UNESCO, 2014a: 22). ويجب أن تتنبأ السياسة الجيدة المعنية بالمعلم بجميع الجوانب وأن يكون لها نظرة بعيدة الأمد، حيث يقاس تأثير إعداد المعلمين وتعلمهم بالسنوات، إن لم يكن بالعقود.
يجب ألا تخفي السياسة المعنية بالمعلم التحديات والشكوك والعقبات المحتملة التي تعترض طريق النظام لتحقيق أهدافه، ويشمل ذلك الجوانب السياسية لصياغة السياسة وتنفيذها (انظر الفصلين الرابع والخامس). وهي مكافئة للأخطار أو مواطن الضعف أو المخاطر في مفاهيم التخطيط الأخرى، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو طبيعية. ويجب أن تحدد السياسة بوضوح الفجوات الموجودة فيما يتعلق بالمعلمين، الكمية والنوعية، وتقييم مواطن القوة والضعف في السياسات والاستراتيجيات السابقة التي حاولت معالجتها. وتقدم هذه العناصر صورة تمثل الواقع من حيث القدرات والقيود (الديموغرافية أو الموارد البشرية أو المالية أو غيرها)؛ وتحدد معايير و جداول زمنية عملية، وتساعد في تعزيز فرص كون السياسة فعالة (IIEP and GPE, 2012: 9, 16, 19, 21, 24; UNESCO, 2012a: 36–38).
تتطلب السياسة الفعالة بيانات قوية ومرتبطة بالموضوع لدعم إعدادها، والسماح بتقييم التقدم المحرز والأهداف المحققة، وتمكين مراجعتها المحتملة. مع الأخذ في الاعتبار قيود الموارد والصعوبات في الحصول على بيانات موثوقة وجيدة (ليس الأرقام فقط)، خاصة في الأنظمة الضعيفة الموارد، يجب أن تشمل مجموعة البيانات بقدر الإمكان الجوانب الرئيسية للتدريس (كما هو موضح في الفصل الثالث) لجميع المناطق الجغرافية والمجموعات السكانية والمستويات التعليمية ضمن نطاق هذا الدليل. وجمع معلومات عن الظروف والتوقعات والتصورات (وصفتها مراجعة الخبراء بما يوجد في «الصندوق الأسود»)، فاستطلاعات المعلمين النوعية يمكن أن تكون عاملاً حيوياً لفهم الدافع المحفز (أو المثبط) – وتأثيره في الفعالية. ويجب قراءة تحليل مؤشرات المعلم عن كثب مع مؤشرات نتائج التعلم لتحقيق الأهداف الأساسية (Teacher Task Force, 2011a: 18, 25; UNESCO, 2012b: 11–16). تقدم العديد من المنظمات الدولية مؤشرات وقواعد بيانات وطنية يمكن أن تثري سياسة الدولة (انظر القسم 2.3).
يجب أن تكون السياسة المعنية بالمعلم مدرجة في الميزانية بكامل جوانبها (الفصل الثالث)، ويشمل ذلك عملية إعداد السياسة (الفصل الرابع) والتنفيذ (الفصل الخامس). وأن تتضمن السياسة إعداد المعلم والتكاليف المتكررة (معظمها رواتب ومزايا الموظفين) والتكاليف الرأسمالية المتعلقة بالتدريس والمرتبطة بتوقعات الميزانية الوطنية أو المحلية أو المدرسية حسب الاقتضاء. وكما هو الحال مع أهداف التعليم الأخرى - التي تتناولها المؤشرات الدولية بصورة متزايدة - قد تحدد السياسة أهداف تخصيص الميزانية العامة لبنود محددة من بنود السياسة، تكملها إسهامات وطنية خاصة (المؤسسة، والمجتمع، والعائلةFootnote 5 والمانحين الدوليين. ومن بين أمور أخرى، الموارد الوطنية اللازمة للأبعاد الرئيسية لمهنة التدريس: عدد المعلمين المؤهلين حديثاً لتلبية توقعات التناقص؛ والتعليم الأولي للمعلمين؛ والتطوير المهني المستمر لجميع المعلمين؛ والرواتب المناسبة لجذب المعلمين الفعالين واستبقائهم؛ وحوافز للنشر والتنقل المتوازن؛ والضمان الاجتماعي؛ والمكونات المختلفة لظروف التدريس/التعلم المتعلقة بأهداف التعليم. وعند الضرورة، قد تحدد السياسة مصادر تمويل بديلة (الفصل الثالث) لضمان التمويل الكافي لهذه الجوانب، إذا لم تكن محددة بالفعل في خطة التعليم الوطنية (IIEP and GPE, 2012: 10–11, 14–15, 22; ILO, 2012; UNESCO, 2012a: 46–49).
وعلى غرار عمليات وضع السياسة وتنفيذها (الفصلان الرابع والخامس)، يجب أن تستند عملية صياغة سياسة معنية بالمعلم إلى أكبر مشاركة ممكنة لجميع الجهات المعنية الرئيسية لضمان توليها زمام تنفيذ السياسة والالتزام بتحقيق أهدافها. وأهم الشركاء والجهات المعنية هم المعلمون، وممثلوهم، أي نقابات المعلمين والمنظمات المهنية (هيئات المعلمين المهنية والكليات)، يتبعها عن كثب الجهات الفاعلة الرئيسية في النظام، ولا سيما مؤسسات تعليم المعلمين والتأهيل المهني والهيئات التنظيمية أو الهيئات المعيارية. وأن يكون للطبقة الثانية من أصحاب المصلحة التي تضم الطلاب وأولياء الأمور وممثلي المجتمع صوت في تحديد أطر السياسة، أملاً في أن يلتزموا بتحقيقها.
وتعد استشارة هؤلاء الأفراد الأكثر دراية بالموضوع، لأنهم منخرطون في التدريس والتعلم على أساس يومي، أساساً حاسماً لإعداد سياسة جيدة. ومع ذلك، أشارت عمليات الاستعراض الدولية باستمرار إلى افتقاد صوت المعلم في تحديد السياسة المعنية بالتعليم (التي تشمل السياسة المعنية بالمعلم). ولا يؤدي هذا إلى انخفاض معنويات المعلمين فحسب، بل يمكن أن يكون له عواقب سلبية على إعداد السياسات المناسبة والالتزام بتحقيق رؤيتها (ILO and UNESCO, 2010: 7–18; Ratteree, 2004; UNESCO, 2014a: 220–222). فيجب أن يتم تأطير سياسة شاملة معنية بالمعلم من خلال الحوار الاجتماعي (بين السلطات / الإدارات التعليمية والمعلمين ونقابات المعلمين والمنظمات المهنية) والحوار السياسي مع سائر الجهات المعنية القريبة من ديناميكية التدريس والتعلم في الفصول الدراسية (ILO/UNESCO, 1966: Arts. 9, 10(k), 75; ILO, 2012: 202–204; OECD, 2005: 214–218; World Bank, 2013: 21). ويتناول الفصلان الرابع والخامس بمزيد من التفصيل دور المعلمين ونقابات المعلمين والمنظمات المهنية في وضع السياسات وتنفيذها.
مثل أي سياسة أخرى تضع خارطة طريق لتوجيه عملية التنفيذ، يجب أن تبني السياسة المعنية بالمعلم أداة أو عملية تقييم للمساعدة في تحديد ما إذا كانت الأهداف والمعايير قد تم الوفاء بها (أم لا) ولماذا يجب احترام الجداول الزمنية، وما الذي يجب تغييره في المستقبل بأطر السياسة وتنفيذها (انظر الفصلين الرابع والخامس لمزيد من المناقشة الشاملة). ويجب أن يطرح تقييم فعالية السياسة أسئلة رئيسية بشأن معايير القياس (المؤشرات الكمية والنوعية)، والأفراد المسؤولين عن إجراء التقييم (مخططو التعليم، واختصاصيو التقييم، وأعضاء هيئة التدريس، وسائر الجهات المعنية)، وتوقيت عمليات المراجعة (مستمر، أو في منتصف المدة، أو في نهاية الخطة) وكيف يمكن استخدام نتائج التقييم على أفضل وجه في السياسة والتطبيق العملي (IIEP and GPE, 2012: 17–18; UNESCO, 2012a: 24, 37–38).
أثناء قراءة القسم 2.3 ، لاحظ ما يلي
تصدر عدد من المنظمات الدولية والإقليميةFootnote 6 بيانات ومؤشرات وأدوات تحليلية ومنشورات يمكن أن تساعد واضعي السياسات وأصحاب القرار في تحديد وتنفيذ وتقييم وتنقيح سياسة وطنية معنية بالمعلم. وقد وُضع العديد منها أو تم التحقق من صحتها أو تجريبها على المستوى الوطني، بالتشاور الوثيق مع السلطات التعليمية، وكذلك ممثلي المعلمين (النقابات والجمعيات المهنية والمعلمين الأفراد) وممثلي المتعلمين وغيرهم من الجهات المعنية. ويلخص هذا القسم بإيجاز بعض المصادر الأكثر أهمية، وكيف يمكن أن تساعد في صياغة السياسة المعنية بالمعلم، ويوفر روابط للمصادر الرقمية والمطبوعة.
وفيما يتعلق بالمصادر الوطنية، يشير الدليل على نحو انتقائي إلى تشريعات التعليم أو القوانين المتعلقة بمختلف شؤون السياسة المعنية بالمعلم. ويمكن الاطلاع على قائمة كاملة للتشريعات الوطنية بحسب الدولة - وفي بعض الحالات باللغة المعنية من خلال بعض المواقع الإلكترونية للمنظمات المذكورة أدناه.
اُعتمدتْ توصية منظمة العمل الدولية / اليونسكو المعنية بالمعلمين http://www.ilo.org/ sector/ Resources/ sectoral-standards/ WCMS_162034/ lang--en/ index.htm) لتكون معياراً عالمياً لصياغة سياسة معنية بالمعلم، خلال مؤتمر دولي خاص – على مستوى الحكومات - في عام 1966، بعد سنوات من العمل التحضيري المشترك. وتظل التوصية المعيار الدولي الوحيد المخصص للمعايير الرئيسية التي تحدد أطر التدريس المهني. ويمكن لواضعي السياسات وأصحاب القرار استخدامها بوصفها مرجعاً لبناء أو مراجعة السياسة المعنية بالمعلم/التدريس. ويتكون المعيار من اثني عشر فصلا ً، تتناول الموضوعات الآتية:
وتصدر لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة العمل الدولية واليونسكو والمعنية بتطبيق التوصيتين الخاصتين بأوضاع العاملين في التعليم تقرير رصد دولي كل ثلاث سنوات عن الفجوات والتقدم المحرز في تطبيق توصية 1966 http://www.ilo.org/ global/ industries-and-sectors/ education/ WCMS_162256/ lang--en/ index.htm. ويمكن لهذه التقارير أن تساعد واضعي السياسات في تحسين السياسة المعنية بالمعلم وممارسات المعلمين. في الماضي، شاركت الحكومات ونقابات المعلمين في اليابان (من بين آخرين) في حوار مع اللجنة بشأن قضايا تقييم المعلمين المرتبطة بالوظائف، في حين ناقشت السنغال السياسة التعاقدية المعنية بالمعلم.
أعدت اليونسكو إطار اليونسكو الخاص بتحليل وتشخيص جودة التعليم العام؛ لتعزيز قدرة وزارات التعليم على تحليل وتشخيص ورصد جودة أنظمتها التعليمية العامة من خلال نهج نظامي يعزز القيادة والسيادة الوطنية. ويحتوي الإطار على أقسام معنية بالمعلمين والتدريس ضمن الإطار العام لأهداف التنمية والنتائج المنشودة والعمليات والموارد الأساسية والآليات الداعمة.
وتشمل الأقسام المعنية بالمعلمين والتدريس:
وبالإضافة للدعم التقني المقدم من اليونسكو يمكن استخدام إطار اليونسكو الخاص بتحليل وتشخيص جودة التعليم العام للمساعدة في تحديد أولويات السياسة المعنية بالتدريس في إطار تشخيص نظام التعليم العام.
وقامت منظمة اليونسكو بالتعاون مع إطار عمل داكار ومقره السنغال (أصبح الآن جزءاً من المعهد الدولي لتخطيط التربية) بوضع دليل منهجي لتحليل الشؤون المعنية بالمعلمين ونشره وتطبيقه(http://unesdoc.unesco.org/images/0019/001901/ 190129e.pdf) وتضطلع البعثات القطرية المشتركة بتصميم الدليل وتستخدمه أداةً تشخيصية لإعداد السياسة المعنية بالمعلم ومراجعة تطبيقها في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتشمل مهام التشخيص وزارات ووكالات التعليم الوطنية والجهات المعنية، بدعم من المتخصصين الإقليميين والدوليين. وبالإضافة إلى سياق التعليم العام، يحتوي الدليل المنهجي على فصول معنية باحتياجات المعلمين، والتدريس، والإدارة، والتوظيف، والنشر، والتغيب، والأجر، والوظائف، والمسار المهني والاجتماعي للتدريس.
وأعد مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في أمريكا اللاتينية والكاريبي (مكتب اليونسكو في سانتياغو)، في إطار مشروع إقليمي معني بالمعلمين وبالتعاون مع الدول الأعضاء في أمريكا اللاتينية والكاريبي، سلسلة من المنشورات بشأن السياسة المعنية بالمعلم وتطبيقها، ومنها التقرير المعنون «المعلومات الأساسية والمعايير لإعداد سياسات خاصة بالمعلمين في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي»، باللغتين الإسبانية والإنجليزية (OREALC, 2013 – http://www.orealc.cl/ wp-cont ent/ blogs.dir/ 1/ files_mf/ politicasdocentesingles27082013.pdf). وينقسم التقرير إلى قسمين: الأول هو نظرة عامة على «أحدث التقنيات» للمدرسين والمنظمات المعنية بالمعلمين في المنطقة، والتدريب الأولي للمعلمين، والتدريب / التطوير المهني المستمر، ومهنة التدريس والمؤسسات والسياسات المعنية بالتدريس. ويقترح القسم الثاني المعايير والمبادئ التوجيهية لإعداد السياسات الخاصة بالتدريب الأولي والمستمر، والمسارات المهنية في مهنة التدريس، والسياسات والإجراءات الخاصة بالمؤسسات المعنية بالتدريس في المنطقة. وتشمل المنشورات الأكثر حداثة (OREALC, 2014a and 2014b) استعراضاً لتجارب الدول والممارسات الناجحة في هذه المجالات، فضلاً عن توفير سلسلة من وثائق العمل التشخيصية مع معلومات إقليمية منظمة وأدلة للمقارنة في مجالات الموضوعات الرئيسية.
وفي المنطقة العربية، نوقش إطار عمل السياسات الإقليمية المعنية بالمعلمين في ورشة عمل إقليمية عقدت في كانون الأول/ديسمبر 2014 في بيروت ، بلبنان، بهدف وضع اللمسات الأخيرة عليها. واقترِحت الوثيقة لتكون إطاراً للسياسات المعنية بالمعلمين في المنطقة. ويبحث هذا الإطار في الافتراضات والقيم والمبادئ الرئيسية التي تدعم السياسات الاستشرافية المعنية بالمعلم، ويشير إلى أدوات مختلفة يمكن أن تساعد في ترجمة هذه السياسات إلى واقع التطبيق والممارسة.
وتشمل عملية جمع المؤشرات والبيانات السنوية لـ 64 دولة مرتفعة ومتوسطة الدخل ما يلي:
وتوفر وحدات القياس الإقليمية التي تشمل غالبية البلدان الأفريقية وبعض الدول العربية وجنوب آسيا وشرقها مؤشرات متنوعة من البيانات التي جُمِعت، مثل عدد المعلمين وخصائصهم، بما يشمل ذلك العمر والجنس والتدريب والتأهيل، والمواد الدراسية، والخبرة التعليمية، والحالة المهنية ونوع المؤسسة. وتتوافر أيضاً صحائف وقائع خاصة بشأن احتياجات المعلم لتحقيق أهداف التعليم الابتدائي الشامل. ويعمل معهد اليونسكو للإحصاء على وضع وحدة قياس عالمية معنية بالمعلمين، ستدشَّن في عام 2015، وستدمج الكثير من البيانات والمؤشرات على المستوى العالمي والإقليمي.
يوفر المعهد منشورات بشأن إدارة شؤون المعلمين، ولا سيما مدونات السلوك، وموارد عن المعلمين في حالات الطوارئ وإعادة البناء، وموارد بشأن فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، وإعداد المعلمين وتوظيفهم. ويقوم المعهد بإعداد الكتيبات التدريبية وإدارة الدورات المعنية بتخطيط قطاع التعليم، وتتضمن مكونات تتعلق بالمعلمين. ويعهد قاعدة بيانات عن الخطط والبرامج والتشريعات الوطنية لقطاع التعليم لتي يمكن الاطلاع عليها عبر موقع المعهد على شبكة الإنترنت (http:// www.iiep.unesco.org/ en).
يعهد الفريق، الذي تستضيفه اليونسكو، مكتبة من المصادر المتعلقة بالسياسة المعنية بالمعلم وممارساتها مع توفير الروابط المعنية عبر موقعها على شبكة الإنترنت (http: // www.teachersforefa.unesco.org). وتشمل المصادر ما يلي:
وتلخص منتديات الحوار بشأن السياسات وجهات النظر والبحوث وتجارب أصحاب القرار والممارسين والباحثين والمعلمين بشأن قضايا المعلم البارزة والممارسات الواعدة من وجهات النظر الوطنية والإقليمية والدولية. حيث توفر تقارير اجتماعات الخبراء، التي تجمع بين المتخصصين البارزين بشأن السياسات والممارسات المعنية بالمعلمين، فهماً أعمق للموضوعات المحددة المعنية بالمعلم لتكون أساساً لإعداد السياسات وتحسين الممارسات. وتقدم منشورات الدول والأعضاء والشركاء نظرة ثاقبة للقضايا المتعلقة بصياغة السياسات وتطبيقها ومراجعتها وتمحيصها.
قامت منظمة العمل الدولية بإعداد كتيب الممارسات الجيدة للموارد البشرية في مهنة التدريس ونشره http://www.ilo.org/ sector/ Resources/ publicationsWCMS_187793/ lang--en / index.htm. ويحتوي الكتيب على ثماني وحدات تتعامل مع القضايا الرئيسية التي تحتاج السلطات التعليمية إلى معالجتها لرفع جودة مهنة التدريس والحفاظ على مستوى جودتها. وتستند المحتويات إلى المعايير الدولية الخاصة بالمعلمين، ومعايير العمل الدولية المطبقة على العمال المهنيين (مثل المعلمين)، والممارسات الجيدة والمبادئ المستمدة من إدارة تنمية الموارد البشرية من مجموعة واسعة من البلدان والمنظمات.
ويتناول الكتيب ما يلي:
ويحتوي فهرس الكتيب على قائمة أبجدية لمئات الكلمات والعبارات الرئيسية التي تتيح للمستخدمين الوصول إلى الوحدة (الوحدات) الخاصة بكل موضوع.
وأصدرت منظمة العمل الدولية «مبادئ توجيهية لسياسة تعزيز العمل اللائق لصالح العاملين في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة» التدريس لمرحلة الطفولة المبكرة (http://www.ilo.org/ sector/ Resources/ odesofPractice-and-Guidelines/ WCMS_236528/ lang-en/ index.htm) تقدم توجيهات بشأن السياسات إلى معلمي مرحلة الطفولة المبكرة وغيرهم من العاملين في المجال فيما يتعلق بما يلي: الأدوار والمسؤوليات العامة، موجهّة أيضاً لمقدمي التعليم العام والخاص، والنقابات العمالية وسائر الجهات المعنية؛ والأهداف والسياسات، ويشمل ذلك المناهج الدراسية ومنهجية التدريس والتمويل؛ وتعليم وتدريب المعلمين؛ والتوظيف والنشر والاستبقاء؛ والتطوير المهني والوظيفي؛ وشروط وأحكام التوظيف؛ وشروط التدريس/التعلم؛ والضمان الاجتماعي والحماية الاجتماعية؛ وتقييم معلمي مرحلة الطفولة المبكرة؛ والحوكمة والحوار الاجتماعي.
يحتوي النهج القائم على النظم لتحسين نتائج التعليم، الذي وضعه البنك الدولي والمتاح عبر الإنترنت، على مكون معني بالمعلم (http://saber.worldbank.org/ index.cfm?indx=8&tb=1)، يوثق السياسات المعنية بالمعلم ويحللها في نطاق المدارس العامة في خمسين بلداً وإقليماً متوسط الدخل ومنخفض الدخل. ويقوم النهج بجمع المعلومات وتنظيمها وتحليلها لتصنيف نظم التعليم وفقاً لمستويات تحقيقها للأهداف المتعلقة بالسياسات (من المتدنية إلى المتقدمة)، وينشر وثائق إطارية عن السياسة المعنية بالمعلم والتقارير التحليلية الوطنية والإقليمية لأهداف السياسة الثمانية التالية:
ويمكن أن يستخدم واضعو السياسات وأصحاب القرار المعلومات والتقارير التحليلية لتحديد كيف لأنظمتهم والأنظمة الوطنية المماثلة أن تلبي أهداف السياسة لتكون وسيلة لإعداد أو مراجعة السياسات المعنية بالمعلمين. القوانين الداعمة من دول مختارة باللغات الوطنية متاحة أيضاً للاطلاع والتشاور بشأنها من خلال روابط موقع النهج القائم على النظم لتحسين نتائج التعليم على شبكة الانترنت (SABER).
تنشر المنظمة تقريراً سنوياً عن مؤشرات التعليم في الدول الأعضاء وعدد من الدول الشريكة المتوسطة الدخل. وتضمنت أحدث طبعة، من التقرير، المعنونة «لمحة عن التعليم في عام 2014» (http://www.oecd.org/ edu/ eag.htm)، المؤشرات المعنية بالمعلم وتحليلات عما يلي:
وتوفر المؤشرات مقارنات تفصيلية للغاية بين البلدان، يمكن أن تساعد واضعي السياسات في تقييم أداء بلادهم والتقدم المحرز بمرور الوقت في تحقيق أهداف السياسة كما قيست بواسطة المؤشرات.
وتنشر المنظمة، كل خمس سنوات تقريباً، نتائج استطلاع رأي في صفوف المعلمين وقادة المدارس من أكثر من ثلاثين دولة عضواً وشريكاً. ويشدد أحدث المنشورات، تقرير نتائج الدراسة الاستقصائية الدولية للتدريس والتعلم (TALIS 2013): منظور دولي للتدريس والتعلم (http://dx.doi.org/ 10.1787/ 9789264196261-en) على تجارب المعلمين وقادة المدارس في المجالات التي يدعي البحث إمكانية تأثيرها في التدريس الفعال، والتي تشمل: التدريب الأولي للمعلمين والتطوير المهني؛ والتغذية الراجعة من عمليات تقييم المعلمين؛ والفصول الدراسية والبيئة المدرسية؛ والرضا الوظيفي للمعلم؛ وتصورات المعلمين وقدراتهم المهنية. ويفحص التقرير بصورة أدق من معظم التقارير الدولية العوامل غير الملموسة التي تؤثر في اختيار الأفراد التدريس مهنةً، والبقاء في المهنة طوال فترة حياتهم المهنية، والحفاظ على حماستهم وأدائهم الفعال. ويمتاز التقرير ببحثه لما هو خلف الإحصاءات والمؤشرات لفهم الرغبات الشخصية والإحباطات التي تؤثر في ملايين المعلمين في عملهم اليومي، وعليه لا بد من المساعدة في التأثير في تدابير السياسة لخلق أفضل بيئة للتدريس والتعلم.
تركز المنظمة على المعلمين بموقعها على شبكة الإنترنت وقامت بنشر الدليل التوجيهي لمنهجية تحليل قطاع التعليم، المجلد الأول (http://www.globalpartnership.org/ content/ method logical-guidelineseducation-sector-analysis-volume1)، للمبادئ التوجيهية التي تركز على التعليم الابتدائي والثانوي، وتقدم الإرشادات بشأن دمج السياسات المعنية بالمعلمين في سياسات وخطط قطاع التعليم.
الثاني لمحاولة الحصول على شارتك لهذا يمكنك الآن إجراء اختبار الفصل الثاني الفصل
انتقل الآن إلى الفصل 3 الأبعاد.