دراسة الحلقة ٣:

يدور التاريخ دائماً حول التوازن بين الاراء الذاتية التي يقدمها الناس في مقابل الدلائل الموضوعية. فاذا أخذنا على سبيل المثال، المناضل الأفريقي نلسون مانديلا الذى ناضل ضد التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا؛ سنجد أن الاراء مختلفة في تغير وضعه. فكثيراً من الناس يقولون بأن نلسون مانديلا وهو المناضل الافريقي الذي سجن لدفاعه عن الحرية، بينما نجد آخرين يقولون بأنه سجن لكونه إرهابي. ما التقدير الموضوعي الذي نقبله؟ عندما ندرس التاريخ نحتاج لمساعدة تلاميذنا في إصدار الأحكام التي يمكن إثباتها مثلاً أن مانديلا: سجن لمدة خمسة وعشرين سنة بواسطة حكومة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا لأنه كان قائداً لجماعة سرية من نشطاء المؤتمر الوطني الأفريقي الذين يحاربون دولة جنوب أفريقيا. بعض الادعاءات الأخرى يمكن إثباتها دائماً وربما تكون قد صدرت من شخص آخر يحمل وجهة نظر مخالفة. ويتعين عليك في تدريس التاريخ ان تساعد بجعل تلاميذك على فهم استخدام البينات لتفسير الماضي والحكم على ذاتية وموضوعية الاراء

دراسة حالة رقم ٣:تفسير الوقائع التاريخية باستخدام الرسائل

الاستاذة سهير تقرر استخدام كتاب للصحفي الكبير بشير محمد سعيد الذى يسجل احداث العقود الاخير لتاريخ السودان في القرن العشرين. اختارت قراءة بعض اجزاء على الفصل من هذا الكتاب للتلاميذ عن تلك الحقبة. وبعد دراسة هذه الأشياء بعناية، أدركت الاستاذة أنها تقوم على بينات شخصية وترى أنه يمكن مقارنتها ببينات تاريخية أكثر موضوعية في الدرس. لذا، بدأت الاستاذة في جمع كتب ألفها المؤرخون الذين درسوا و تعرضوا لدراسة هذه الفترة ووضعت ملخصاً للآراء الرئيسية لإستخدامه في الفصل.

قسمت التلاميذ الى مجموعات وطلبت من كل مجموعة قراءة مخطط الاحداث الهامة والأفكار الرئيسة للمؤرخين الكبار. الاتفاق أو لا إتفاق بين كتاب الاستاذ بشير وما ذكره المؤرخون حول هذه الاحداث.

قاموا بمناقشة ذلك واتفقوا على أن كليهما يبرزان أفكاراً وأن ما ورد في الكتاب هو وجهة نظر مؤلفة. وناقش التلاميذ امكان استناد الرؤية الذاتية التي اوردها المؤرخون. في الختام، تلخص لفصلها الفروقات بين الرؤيا الذاتية والرؤيا الموضوعية عند البحث في احداث الماضي

النشاط الأساسي: عرض بعض تاريخنا

أطلب من تلاميذك إحضار أي قطع ذات دلالة تاريخية من بيوتهم مثل الزي التقليدي وأواني الطبخ أوالأعمال الخشبية والأقنعة والخرز والجرار والمصنوعات الحرفية... إلخ. أطلب منهم إيجاد أكبر كمية من المعلومات عن تاريخها مثل من مالكها الأصلي وعمرها حسب رأيهم ومما صنعت وفيما تستخدم وما استخدامها الحالي، وإذا كان هذا صحيحاً؛ هل ما زالت تستخدم بنفس الطريقة التي استخدمت بها في الماضي. تذكر أن الأحداث والأشياء التي تصل إلى 20 أو 30 سنة في عمرها ستعتبر قديمة جداً لتلاميذك الصغار. الجانب الهام في هذا التمرين هو جمع البيانات عن القطعة التقليدية وبدراستهم لكثير من الأشياء القديمة، يستطيعون تكوين فكرة عن الحياة في الماضي البعيد. إذا كنت أنت قد جمعت بعض القطع التقليدية، فأنك تستطيع إعطائها لأولئك الذين لم يحضروا شيئاً منها.

أطلب من تلاميذك أن يقوموا في أزواج بتحضير ورقة (انظرإلى المصدر 4) لتسجيل ما يمكن تسجيله عنها واعرضه مع القطعة. عند اكتمال العرض، أطلب من الفصول الأخرى زيارة معرضك. أطلب ذلك أيضاً من الآباء والمجتمع المحلي. وقد يتاح لك الحصول على معلومات إضافية عن المعروضات من طرف الزائرين)

دراسة الحلقة ٢:

المصدر ١: إستخدام القطع الأثرية في حجرة الدرس