المصدر ١: التشابهات والاختلافات
الأخ المعلم/الأخت المعلمة، هناك العديد من الجوانب التي يتشابه فيها الناس في أشكالهم وفى شخصياتهم، كما أن هناك الكثير من الجوانب التي نختلف فيها، إلا أنه بالنسبة للأطفال الصغار يفضلون دائماً أن يشعروا بأنهم مثل الآخرين وإنهم جزء من الجماعة.
بفهمنا للجوانب التي نتشابه فيها جميعاً نكون قد وضعنا الخطوة الأولى لفهمنا لذاتنا. ونبدأ أيضا في إدراك الجوانب التي نكون فيها جزءا من المجموعة أوالمجتمع. ويعتبر مساعدة التلاميذ على فهم أنهم هم وزملاءهم الآخرين في الصف جميعاً متساوون، وعلى كل واحد منهم معاملة الآخرين بعدالة، احد المهام الرئيسة للمعلم.
التشابهات والاختلافات في الشكل العام. أكثر الجوانب التي يظهر فيها اختلاف الناس واضحاً هي أشكالهم، حيث أن بعضهم طويل القامة، وبعضهم قصير، وبعضهم بدين، وبعضهم نحيل. فان المقارنة بين أشكالهم هي أسهل طريقة لتوضيح ذلك.
إلا أنه يجب أن تكون حذراً أيضا حيث أن الأطفال مثلهم مثل الكبار يمكن أن يكونوا حساسين فيما يتعلق بأشكالهم، لهذا يجب أن لا تلفت الانتباه إلى شيء قد يتحرج منه التلميذ. وبدلاً عن ذلك يمكنك التركيز على التشابهات في الجوانب الأكثر عمومية مثل: "نحن جميعاً نرتدي ملابس". وستحتاج إلى كثير من الحذر بصفة خاصة إذا كان لديك أطفال بإعاقات جسدية في صفك الدراسي.
إضافة إلى ذلك، فإن بعض الأطفال يحبون في بعض الأحيان مضايقة الأطفال الآخرين والسخرية منهم، وان عملية لفت الانتباه إلى الاختلافات في الشكل ربما تشجعهم على استخدام ذلك في سخريتهم واستهزائهم خارج الصف، لهذا فانك بجانب مساعدتك لتلاميذك لمعرفة اختلافاتهم في الشكل فان عليك أيضا التركيز على جوانب التشابهات الكثيرة بينهم. فإذا استطاع التلاميذ معرفة أوجه الروابط بينهم وبين الآخرين فإنهم سيكونون أكثر استعداداً لمعاملة الآخرين باحترام.
التشابهات والاختلافات فى الشخصيات
بالرغم من أنه الأسهل على التلاميذ فهم التشابهات والاختلافات في أشكال الناس – الطريقة التي نظهر بها – إلا أنه من الأهم فهم التشابهات والاختلافات في شخصيات الناس – الطريقة التي نفكر ونشعر ونتصرف بها، حيث أن أفكارنا ومشاعرنا هي التي تؤثر على طريقة سلوكنا مع الآخرين. ويمكن تلخيص ذلك على النحو التالي:
"الآراء" تعبر على ما يفكر به الناس عن الأشياء – أما في ما يخص ما يحبون أو ما لا يحبون، أو في ما يخص يتفقون أو لا يتفقون على شيء، وأحيانا تتسبب الاختلافات في الآراء في حدوث نزاعات أو قتال سواء بين الأطفال أو الكبار.
"المشاعر" تعبر على عواطف الناس – كان الشيء يجعلهم يشعرون بالسعادة، بالحزن وبالغضب، وبالخوف. من الصعب جدا ان نستطيع فهم مشاعرالاخرين اذا كانت مشاعرهم تختلف عن مشاعرنا تجاه شيء ما. لهذا يجب علينا ان نقدر مشاعرالاخرين مهما كانت مشاعرهم.
خلال نموالاطفال فانه من المهم لهم ان يكونوا قادرين على فهم مشاعرهم وعواطفهم، ومعرفة أنفسهم، وكيفية التعامل مع الاخرين وتمييز إحتياجات الاخرين، ومن المهم لهم ايضاً معرفة ان ليس كل الاخرين يفكرون ويشعرون بنفس الطريقة التى يفكرون ويشعرون بها.
إن أفكار ومشاعر كل إنسان تتأثر ببيئته المنزلية وتجاربه في الحياة. ويجب عدم النظر إلى هذه التعددية على أنها مشكلة – باستثناء عندما تخالف قانوناً متفقاً عليه من طرف الجميع. وسوف تساعد النشاطات في هذه الوحدة التلاميذ على البدء في معرفة وتقدير هذه التعددية كأساس للصداقة والعمل الجماعي.
وبصفتك معلم، فإنك تحتاج إلى فهم مشاعر تلاميذك وتضع الاعتبار لمشاعرهم واختلافاتهم الشخصية، عندما تخطو الخطوات التالية في عملية تعليمهم ويجب أن تراعى حقيقة أن بعض الأطفال يحبون بعض النشاطات، بينما لا يحبها آخرون مثل: التحدث أمام الصف. وفوق كل ذلك يجب أن تكون عادلاً ومنصفاً في معاملتك لتلاميذك فإذا عاملت أي تلميذ بطريقة مختلفة في الصف، فسوف يلاحظ التلاميذ ذلك ويبدؤوا في التعامل بنفس هذه الطريقة داخل وخارج المدرسة.
توجيه الأسئلة حول المشاعر
لأخ المعلم/الأخت المعلمة، يجب أن تكون حذراً عند توجيه الأسئلة حول المشاعر لان بعض الأطفال ربما لا يرغبون في التحدث عن مشاعرهم علناً، لهذا من الأحسن عليك توجيه أنواع الأسئلة التي تتيح للأطفال الإجابة عليها بدون حرج وتكون مريحة لهم. من إحدى الطرق لتحقيق ذلك هي توجيه الأسئلة لتلاميذ الصف كله بدلاً من توجيهها للأفراد: مثلا "من يحب. ..؟" و"من لايحب. ..؟" حيث يرفع التلاميذ أيديهم للإجابة على الأسئلة، لان الأطفال عندما يشعروا بأنهم جزء من المجموعة ربما يكونوا اقل حرجا في الإفصاح عن مشاعرهم علنا , ويمكن تحقيق نفس هذا التأثير بتوجيه كمية من الأسئلة المختلفة السريعة مثلاًُ: ماذا يجعلك خائفاً؟ ثم اكتب أفكار جميع التلاميذ بسرعة على السبورة، وبهذا لا يشعر التلاميذ بحرج كبير وإذا أردت أن يتحدثوا بصراحة أكثر عن مشاعرهم، قم بتنظيمهم في مجموعات (من الأحسن أزواج) حيث شعورهم بالحرج سيكون اقل.
الأخ المعلم/الأخت المعلمة ، كيف تجري استطلاعاً بالصف؟
يعتبر إجراء الاستطلاع طريقة مفيدة لتلاميذك ليتمرنوا على العديد من المهارات التي تشمل:
كتابة الأسئلة وتوجيهها.
تدوين مختلف أنواع المعلومات والبيانات.
إجراء المقارنات بين الأجوبة.
التمرن على الحديث والكتابة.
اكتشاف جوانب أكثر لكل فرد عن الأخر.
إنك تحتاج إلى أن تفكر وتخطط بحذر شديد لإجراء الاستطلاع في صفك وأيضا كيف يمكنك شرح ذلك لتلاميذك.
١- ما هو الاستطلاع؟
الاستطلاع هو طريقة معينة لجمع المعلومات عن أناس مختلفين حول موضوع معين، وهو يمكن أن يستكشف تنوع وجهات النظر في المجموعة، ويساعد في معرفة المزيد عن الأفراد لجمع المعلومات. يستخدم الاستطلاع عادة جداول لتدوين الإجابات على الأسئلة، ويعتبر الجدول أدناه احد الأمثلة الواضحة التي يمكن فيها تدوين الأجوبة بسهولة وسرعة اكبر.
والاستطلاع هو طريقة جيدة تساعد الأطفال على التمرن لممارسة البحث على معلومات تخصهم و هذا سيكون ممتعة وتحفيز لهم.
بما ان الاستطلاع له مراحل مختلفة، ممكن ان يستغرق حصة كاملة او اكثر للانتهاء منه خاصة اذا كان لابد للتلاميذ ان يوجهوا الاسئلة لافراد خارج المدرسة. توفير الوقت لجمع المعلومات هو عامل اساسي ومهم لاندماج تلاميذك بالنشاط واكتشافهم لكيفية عمل الاستطلاع.
٢ - اختيار الموضوع
عندما تعزم إجراء استطلاع مع تلاميذك فمن الضروري، أن تفكر جيداً في اختيار موضوع الاستطلاع وما المعلومات المطلوب جمعها؟ ويفضل أن يكون الموضوع ذا صلة بالموضوعات التي درسها التلاميذ مثلا: إذا درس التلاميذ موضوع الأطعمة، يفضل أن يكون موضوع الاستطلاع عن أنواع الأطعمة المفضلة للناس. في بعض الأحيان يمكن أن تتاح للتلاميذ فرصة اقتراح موضوعات أخرى.
من المهم في هذه المرحلة ان تفكر في المهارات التي يجب تطويرها لدى تلاميذك وبالتالي قم بتنسيق استطلاع موائم لاهداف التعلم الخاصة بتلاميذك.
٣ - إعداد وتحضير الأسئلة
عند إجراء أي مسح أو استطلاع على التلاميذ، فانه من المفيد لتلاميذك ان يفكروا او يكتبوا اسئلتهم الخاصة بهم. كل مجموعة عليها اقتراح مجموعة من الافكار. وعليك أيضا أن تفكر في كيفية تنظيم تلاميذك لإعداد العمل.
هل يتم العمل بالطريقة الفردية، الزوجية أم الجماعية؟ ولكي يتم الاستطلاع بصورة جيدة، عليك أن تقرر بنفسك أو تشرك تلاميذك في الأتي:
كيف يتم انجاز العمل: فردي أم في مجموعات؟
كم عدد الأسئلة المناسبة؟ نقترح (٢-٥).
ما نوع الأسئلة؟ استعمل مفردات يفهمها الأطفال. أضرب لهم مثال واطلب منهم أن يعطوك أمثلة تجعلك تطمئن على فهمهم لموضوع الاستطلاع.
عين الزمن المتاح لإعداد الأسئلة. تقترح (10-15) دقيقة تكفي لانجاز المطلوب(٣-٥) أسئلة.
تأكد من مناقشة خطوات العمل المذكورة سابقاً مع جميع تلاميذ الصف قبل ان يبدؤا العمل مع المجموعة. خلال عملهم قم بالتجول بينهم للتأكد من فهمهم للنشاط.
تأكد من أن نوع الأسئلة يعتمد على طبيعة المعلومات المراد جمعها، مثل:
لو كان المطلوب تعداد التلاميذ الذين "يحبون/تفكير" في شيء ما، تكون نوعية الأسئلة التي تتطلب الإجابة عنها بنعم "أو" "لاً. مثل "هل تحب كرة القدم؟"
لو كان المطلوب جمع معلومات عن مدى الاهتمامات بشيء ما، من الأحسن أن تكون نوعية الأسئلة من النوع الذي يتطلب الإجابة المفتوحة.
مثل: ما نوع الرياضة التي تفضل؟ ولماذ؟
فهذا النوع من الأسئلة يتطلب التفكير في طرق تسجيل الإجابة بالصورة المنطقية السليمة.
٤- طريقة طرح الأسئلة:
لابد من إتاحة الفرصة لكل تلميذ أن يمارس إعداد، طرح والإجابة عن الأسئلة عن طريق فرد-لفرد. فكر جيداً بكيفية تنسيق هذا النشاط واليك بعض الافكار:
ممارسة النشاط بطريقة فرد- لفرد. بالنسبة لمجموعة تلاميذ الفصل الكامل، يتطلب كثير من الزمن وقد تتكرر فيه الأسئلة. وعليه يفضل العمل في شكل مجموعات صغيرة في حدود (٥-10) تلاميذ معتمداً في التوزيع إلى مجموعات على كثافة الفصل.
إذا أتيحت لهم الفرصة لممارسة الأسئلة بطريقة ثنائية أو جماعية يجب ألا يوجهوا الأسئلة لبعضهم البعض. ويفضل توجيه الأسئلة لتلاميذ آخرين في الفصل أو المدرسة.
أخي المعلم/أختي المعلمة، إن تنظيم التلاميذ في شكل مجموعات لانجاز الاستطلاع، يكون مفيداً في حالة الفصول الكبيرة وعليك أن تتأكد أن كل التلاميذ يشاركون في الكتابة وتوجيه الأسئلة وإعدادها. والعمل في مجموعات يتيح لهم فرصة زمن أكبر للمشاركة عندما تعتزم إجراء مسح أو استطلاع.
٥ – تسجيل الاجابات
توضح المقاييس التالية بعض الجوانب التي يمكنك النظر فيها أثناء مراقبتك لتلاميذك إلا أنه عليك أن تحتفظ بذهن مفتوح وان تعدل الصورة باستمرار كلما ازدادت معرفتك بهم:
دراسة الحلقة ٣: