دراسة الحلقة ١
الأخ المعلم/الأخت المعلمة، يمكن ان يكون لسلوكك في المدرسة تأثيرا كبيراً، ايجابياً أو سلبياً على سلوك التلاميذ. وعلى تحفيزهم للتعلم. وأيضا على تعاملهم مع بعضهم البعض، . ولقد ناقشنا من قبل بعض الطرق التي تستطيع بها تشجيع التلاميذ على الاهتمام بمشاعر بعضهم البعض. وسنتحدث هنا أكثر عن كيفية مساعدتهم ليشعروا بمزيد من السلامة والأمان.
كل واحد منا يسعى جاهدا لان يكون سالما وآمنْاً .وفي كثير من المناطق يشيد الناس منازل ذات جدران وأبواب ونوافذ قوية لكي يشعروا بالأمان داخل منازلهم. وبعض الناس يضعون حرسا أمام منازلهم وسياراتهم. وآخرون يطوفون حول ممتلكاتهم وهم يحملون الأسلحة حفاظا على سلامتهم وأمنهم.
إلا أن كل هذه الأشياء قد توفر لنا الحماية المادية، ولكن كما رأينا سابقا فان الناس يشعرون بالأمان النفسي والعاطفي عندما يحيط بهم أناس يثقون فيهم وان أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي تكوين علاقات حسنة مع أصدقاء وشركاء. أما الإجراءات التي تم وصفها أعلاه فهي تعزلنا فقط عن الآخرين ولا تساعدنا على تكوين صداقة معهم.
وفى المدرسة عندما يشعر التلاميذ بأنهم غير سالمين وغير آمنين أو يصيبهم بعض القلق فإنهم لا يستطيعون التعلم بطريقه فعالة. أما إذا شعروا بالأمان والسعادة فسيركزون أكثر في دروسهم وحبهم للتعلم
دراسة حالة رقم ١: المشي الى المدرسة بأمان
في احد الأيام، وجد ألفراد، معلم المستوى الثالث، ولدا صغيراً خائفاً جالسا وسط التلاميذ الآخرين وهو يبكي، ويحاول التلاميذ تهدئة روعه، ويسألونه ماذا به، مستخدمين لغة عاطفية تعلموها عند مناقشتهم لموضوع المشاعر.
وبعد مرور بعض الوقت ذكر الولد بأنه كان ماشيا على قدميه إلى المدرسة عندما شاهد ثلاث تلاميذ كبار يحملون العصي وهم يركضون خلفه ويصيحون بأنهم سيضربونه ويأخذون منه حقيبته وحذاءه، فجرى إلى المدرسة ليهرب منهم.
وقد استطاع المعلم بمساعدة من التلاميذ الآخرين تهدئة الولد الخائف، موضحين له بأنه أصبح الآن آمنا في المدرسة، وأن الأولاد لن يدخلوا المدرسة، وان معلمه معه وسيمنع أي أولاد من مضايقته، وانه محاط بأصدقائه الذين سيحمونه من أي مكروه.
بعد المدرسة، ذهب أصدقاؤه معه إلى منزله، واخبروا والديه وجيرانه بما حدث له.
في اليوم التالي قرر المعلم الفراد تدريس حصة أخرى لتلاميذه لمناقشة مشاعر السلامة والأمان وكيف يمكنهم مساعدة بعضهم البعض.
نشاط رقم١: الشعور بالسلامة والأمان – النقاش
الأخ المعلم/الأخت المعلمة، نظم نقاشا عن الشعور بالسلامة والأمان. وابدأه بقص حكاية الولد المذكور في دراسة الحالة السابقة.
اطلب من التلاميذ في مجموعات صغيرة وصف مواقف حدثت لهم في المنزل، أوفي المدرسة شعروا فيها (أ) بالسلامة والأمان (ب) عدم الأمان.
حدد مع تلاميذ الصف كله بعض النقاط العامة المتعلقة بمواقف نشعر فيها بالأمان ومواقف نشعر فيها بعدم الأمان ودون هذه النقاط على السبورة.
اطلب من التلاميذ ان يناقشوا ماذا يمكنهم عمله ليجعلوا كل واحد منهم يشعر بالسلامة والأمان في حجرة الدراسة، أو في ميدان اللعب.
في نهاية الدرس، اكتب قائمة بالسلوكيات التي تجعل التلاميذ يشعروا بالسلامة والأمان داخل حجرة الدراسة، أو في ميدان اللعب واعرضها على الجدران.
القسم ٥: طرق ترقية السعادة الروحية