المصدر:٦ النزاعات في المجتمع
في يوم من الأيام، نشب قتال كبير بين الجماعات الثقافية الثلاثة في منطقة أريا وهو مجتمع قروي على جانب الطريق الرئيسي، أدى إلى قتل عدة أفراد من الجماعات الثقافية المختلفة وسبب أضراراً كبيرة لمجتمع القرية.
الجماعات الثلاثة هي البروروجى التي ترعى الماشية والايسوسو التي تعمل في التجارة والياريبا التى تعمل في قيادة سيارات الأجرة والمواصلات. وقد بدأ القتال بين الايسوسو والياريبا. ثم توسع بعد ذلك وشمل البروروجى.
اشتكى الايسوسو من أن الياريبا يتقاضون منهم مبالغ طائلة لترحيل بضائعهم واشتكى الياريبا من أن الايسوسو يتقاضون منهم مبالغ كبيرة من بيع الوقود لهم لتسيير سياراتهم.
كان هناك اضراب عام من سائقى سيارات الأجرة، ثم توقف التجار عن بيع البضائع لهم. وفي أحد الأيام نشب قتال بين سائق سيارة أجرة وتاجر فى السوق. ثم تجمع سائقو سيارات الأجرة وذهبوا إلى السوق لتحطيم المتاجر. فبدأ قتال كبير بين الجماعتين في السوق
ثم بدأ الياريبا والايسوسو يهاجمون تجمعات بعضهم البعض. وقد أحدث ذلك اضراراً كبيرة للاثنين معاً. حيث قتل ناس كثيرون، واتلفت كثير من الممتلكات،. وبدأت العائلات من كلا الطرفين تهرب من مكان القتال طلباً للنجاة فى مناطق اقامتهما.
في البداية لم يتضرر رعاة الماشية البروروجى كثيراً بهذا القتال، لأنهم كانوا فى موطنهم. وكانوا هم الأغلبية، إلا أن القتال استمر لليوم التالي ووجدوا أنفسهم متورطين، حيث وصلت أخبار القتال المؤسفة سريعاً إلى مناطق اقامة الياريبا والايسوسو، وعلموا بما حدث في منطقة البروروجى، فهجموا على البروروجى في مجتمعاتهم يقتلون ماشيتم وفي بعض المناطق قتلوا بعض رعاة الماشية أيضاً.
لعدة أيام لم يكن هناك سلام بين الجماعات المتناحرة، وإنعدمت اللحوم في مناطق سكن الياريبا والايسوسو لأن البروروجى غادروا المنطقة مع قطعان ماشيتهم، وفي قرية أريا توقف سير سيارات الأجرة في الطرق، وأصبح السوق خالياً لسبب إتلاف المتاجر ولم تكن هناك أى مواد غذائية أو لحوم تحضر إلى السوق.
دعا زعماء الجماعات المختلفة فى أريا إلى عقد اجتماعات لحل المشاكل وقاموا بمخاطبة كل الجماعات الثقافية، حيث أوضحوا لهم كيف أنهم يحتاجون لبعضهم البعض لتسير الحياة بصورة طيبة للجميع، كما شرحوا لهم كيف أن عليهم أن يتعلموا أن يصغى كل واحد منهم لأراء الآخرين، وأن يكونوا متسامحين مع بعضهم البعض، لأن كل واحد يستفيد من ما يقدمه الآخرون.
ثم جلسوا مع ممثلين من مختلف الجماعات، وبحثوا جذور المشكلة، كما ناقشوا المشاكل، التى نجمت عن النزاع، وتوصلوا إلى حلول نالت رضاء الجميع، وتم تحقيق السلام بين كل الناس
المصدر:٥ المجتمعات ذات الثقافات المتباينة