دراسة الحلقة ٣:

كانت المعلمة محاسن منهكة جدا لقد كان يوما متعبا. فهي معلمة تحت التدريب في مدرسة للتعليم الأساسي بمدينة واو، وقد طلب منها مدير مدرستها تدريس بعض الحصص للتلاميذ في المستوى الرابع والخامس والسادس عن مرض الايدز. لم تكن واثقة من نفسها بالرغم من دراستها لمقرر تناول هذا الموضوع في الكلية (أنظر إلى المصدر٦)، الأمر الذي ساعدها على التحضير. لقد كانت واثقة من نفسها في العمل مع التلاميذ الأصغر سنا، إلا أنها كانت قلقة جدا بشأن تلاميذ المستوى السادس. هناك الكثير من الأولاد الكبار في ذلك الصف وكانت محاسن متأكدة من أنهم سيسببون الكثير من التشويش في الحصص.

لقد كانت على صواب في أن بدأت درسها الأول عن تطوير قوانين حجرة الدراسة الجديدة. بدأ التلميذ توماس يسألها بعض الأسئلة عن حياتها الخاصة. أصيبت بصدمة في بادئ الأمر، إلا أنها أخبرته بسرعة أن لا يكون ذاتيا واستمرت في درسها. ثم إثناء العمل الجماعي، بدأ التلاميذ في إحداث صخب شديد وضوضاء مع كثير من الضحك حتى حضر مدير المدرسة ليعرف سبب كل هذه الضوضاء. قامت المعلمة محاسن بعزل مجموعة الأولاد المزعجين إلا أنهم عند عودتهم إلى الصف، استمر توماس وأصدقاؤه في المزاح بطرق تجعل الصف يضحك ويسبب للمعلمة بعض الإحراج. استطاعت التعامل معهم جيدا بتجاهل معظم تعليقاتهم وأفادت من بعضها بتحويلها إلى نقاط ايجابية تخدم غرض الدرس. ولكنها كانت منهكة كثيرا وكانت سعيدة جدا عندما أعلن الجرس انتهاء اليوم الدراسي. قررت أن تتحدث في المرة القادمة مع هؤلاء الأولاد قبل بداية الحصة عن الاحترام وما ستفعله إذا أساءوا السلوك مرة أخرى ثم حاولت مساعدتهم على فهم أهمية هذا الموضوع.