المصدر ٤: النهر الذي جرف الكاذبين وأغرقهم
تبدأ القصة بتعابير بلغة الباريا وهي عبارة عن سؤال وإجابة دائماً ما تصاحب بداية ونهاية كل قصص الباريا.
كان هناك سيد على سفر مع خادمه، كانت رحلة طويلة على صهوة الجياد. وبينما كانا مسافرين عبر البلاد، رأى السيد ثعلباً يمر بالقرب من الطريق، فقال السيد "ذلك الثعلب حجمه كبير جدا". رد الخادم قائلاً، "آه، ياسيدي هذا لا يساوي شيئاً مقارنة بالثعلب الذي رأيته بالأمس". "ماذا رأيت بالضبط؟" سأل السيد خادمه. "نعم، كان الثعلب كبير جداً جداً، في الحقيقة كان بحجم الثور!" الثعلب " كبير بحجم الثور؟ سأل السيد. "نعم، كبير بحجم الثور" أجاب الخادم. رد السيد قائلاً: "تقول "كبير بحجم االثور ؟ "نعم، كبير بحجم الثور " قالها الخادم. سكت السيد ولم يتفوه بكلمة، وواصلا السير، وساد صمت القبور بينهما لحوالي ساعة كاملة.
لاحظ الخادم أن سيده لم يكن مرتاحاً ولم يدرك السبب الذي كان يزعجه. لذا سأل السيد عن حقيقة ما به، فأخبره السيد أن عليهما أن يعبرا أربعة أنهر قبل الوصول لمقصدهما، وأن النهر الأخير كان الأكبر والأكثر خطورة من بين كل الأنهر. ولهذا النهر حساسية ضد الكذابين، ولا يستطيع أي كذاب أن ينجو من ثورته وغضبه: إنه يقوم بجرف الكاذبين ومن ثم يقذف بهم في أعماق البحار السحيقة. ولن يستطيع أي كاذب أن يهرب حتى لو كان يلبس أقوى أنواع التمائم والأحجية التي تجلب الحظ وتبعد الشيطان والشرور.
عندما سمع الخادم ذلك، أصابه الرعب لأنه كان يعرف قوة الحجاب ، وإذا استطاع هذا النهر التغلب على الحجاب فلابد أن يكون نهراً قاهراً جباراً. وكلما واصلا السفر زاد شعور الخادم بالضيق، وزاد تظاهر السيد بالحزن. وعندما لاحظ الخادم شدة حزن السيد، وجد نفسه في خوف ورعب شديدين.
وعند اقترابهما من كل نهر من الأنهار الأربعة، كان حجم الثعلب يتغير. عندما وصلا النهر الأول قال الخادم، "سيدي، الثعلب لم يكن بالضبط كبيراً بحجم الثور، كان أصغر من الثعلب بقليل". لم يعلق السيد.
وعندما وصلا النهر الثاني قال الخادم، "الثعلب لم يكن حتى بحجم الثور، كان كبيراً بحجم العجل". وللمرة الثانية لم يعلق السيد. عندما عبرا النهر الثاني، قام السيد فقط بتوضيح مخاوفه من خطورة النهر الأخير، ثم لزم الصمت.
وبينما كانا بين النهر الثاني والنهر الأخير، قال الخادم لسيده، "لم يكن الثعلب حتى بحجم العجل، كان كبيراً بحجم العنزة". وقبل الوصول للنهر الأخير بقليل، وصل حجم الثور لحجم الثعالب الأخرى، المعروفة في كل بقاع الدنيا.
فالعبرة من هذا هي : "لا تحاول ان تكون مهما بين زملائك. كل شخص لديه شيء ليتقاسم مع الأخرين. لا حاجة لك ان تضخم الامور لكي تكون مهم"
المصدر ٣: كيف حصلت السيدة ميري على قصتها