دراسة الحلقة ١:

تقوم في هذا القسم باستخدام معرفة التلاميذ والمجتمع بالقصص، كمصدر لأنشطة الاستماع ، والحديث في داخل الفصل وخارجه. ومن أهم وأقيم المساهمات التي تقدمها لتلاميذك، هو احترام ومحبة الحكمة، والتراث الفني الموجود في لغتهم وثقافتهم الإقليمية. وستزداد ثقة التلاميذ في أنفسهم، كلما قويت عندهم مهارات التحدث، والاستماع بلغتهم المحلية في إطار جذاب وممتع.

إن سرد القصص والحكايات لم يعد يجد الاهتمام الكاف في بعض المجتمعات، لذا نجد أن الكثير من الناس قد نسوا بعض تفاصيل القصص، والثراء الموجود في مضامينها. إن أفضل الطرق لزيادة المصادر اللغوية لتلاميذك هو القيام باكتشاف الصيغ القديمة والأصلية للقصص. وذلك، يتأتى عن طريق الحديث مع كبار السن في المجتمع

دراسة الحالة رقم ١:توظيف التعدد اللغوي في الفصل

يقوم السيد مختار بتدريس فصل 4 بمدرسة سنجة الابتدائية. وتقع المدرسة بالقرب من مباني للعمال حيث يتحدثون مختلف اللغات. كان عدد تلاميذ الفصل 70 تلميذاً، 10 يتحدثون النوبية و6 يتحدثون بلغة الفلاتا و3 يتحدثون الدينكا والباقون يتحدثون الباريا، وغالباً ما يتحدث السيد مختار العربية في تدريس تلاميذ الفصل.

وجه السيد مختار تلاميذه أن يجمعوا القصص من الأحياء، والمناطق التي ينتمون إليها، ويقوموا بسرد تلك القصص بلغتهم المحلية لمزيد من الثقة في أنفسهم. بدأ السيد مختار الدرس بعرض صورة لرجل كبير في السن معه بعض أفراد العائلة يتحلقون حول نار التدفئة. ثم طلب من التلاميذ كل اثنين على حدة أن يناقشوا ماذا كان هؤلاء الناس يفعلون. لاحقاً، طلب السيد مختار من التلاميذ تقديم أجوبتهم عن سؤال حول ماذا كانوا قد تحلقوا حول مكان النار للتدفئة والاستماع للقصص. فالعديد منهم قالوا إنهم لم يجربوا ذلك. السيد مختار طلب من التلاميذ أن يذهبوا إلى أهلهم، ويطلبوا من أحد كبار السن، أن يحكي لهم قصة أو حكاية.

في الدرس التالي، قام السيد مختار بتقسيم التلاميذ إلى مجموعات. شكل مجموعتين من متحدثي النوباوية ومجموعة من متحدثي الفلاته ومجموعة من متحدثي الدينكا ، وقسم متحدثي الباريا إلى عشر مجموعات. وطلب من كل تلميذ أن يستخدم لغته المحلية ويحكي قصته لبقية أفراد المجموعة.

وقام السيد مختار بالمرور على التلاميذ والاستماع إليهم، وهم يحكون قصصهم. كان مسروراً ومندهشاً من الجودة التي حكوا بها القصص، خاصة الطريقة التي استخدموا بها الأصوات لتحقيق عنصر الاستمتاع والتشويق

وبعد المناقشة، طلبت السيدة مريم من التلاميذ كل على حدة، كتابة ما حصل عليه وأدركه من خلال البحث الذي أجراه. وفي اليوم التالي، قرأت المعلمة عليهم التقرير الذي أعدته وطلبت من تلميذ أو تلميذين ممن لهم وجهات نظر مختلفة قراءة تقاريرهم.

في النهاية، كانت السيدة مريم في غاية الدهشة والإنشراح من الأفكار، والجوانب المختلفة التي تناولها كل تلميذ من تلاميذها.

نشاط رقم ١:المشاركة في القصص باللغة المحلية وتبادلها

أخي المعلم/أختي المعلمة ، قد تمكن تلاميذك من تقصي واكتشاف ما لكبار السن من معرفة في سرد القصص والأحاجي حسب ما ورد في (القسم ١). أما الآن، فقد حان الوقت الذي يقوم فيه التلاميذ بالاتصال بكبار السن ليجمعوا منهم القصص والحكايات.

تحدث مع تلاميذ الفصل عن التجارب التي مرت بهم في الاستماع للقصص، وتعرف على أنواع القصص التي تدخل في نفوسهم البهجة والسرور. واسألهم إذا كانوا يستمعون للقصص في بيوتهم، وعن الذين يحكون لهم القصص في مجتمعهم المحلي.

اطلب منهم إيجاد شخص معروف في الحي ليسرد لهم قصة. ووجههم لحفظها جيداً حتى يستطيعوا سردها لزملائهم في الفصل. إن أفضل طريقة لتعلم القصة وتذكرها هو أن يقوموا بسردها لعدد من الناس في البيت إذ سيمكنهم ذلك الأسلوب من مراجعة التفاصيل الصحيحة للقصة والتأكد منها.

قم في الدرس القادم بتقسيم التلاميذ لمجموعات على أساس اللغة المحلية التي يتحدثونها في مناطقهم (انظرإلى المصدر١: توظيف العمل الجماعي في الفصل). ثم اطلب منهم أن يتبادلوا فيما بينهم حكي القصص التي جمعوها، وذلك باللغات المحلية المختلفة.

- ما هو التغيير الذي لاحظته على التلاميذ أثناء قيامهم بهذا النشاط؟

- كيف تستطيع أن توظف تلك القصص في إعداد مصدر جديد للتعلم

القسم ٢: طرق جمع القصص وأدائها.

دراسة الحلقة ٢: