دراسة الحلقة ١:
الأخت المعلمة/الأخ المعلم،
يأتي تلاميذك إلى المدرسة بخلفيات غنية عن التفاعل الإنساني وخبرات حول العالم الذي يعيشون فيه، ولهم لغة يصفون بها عالمهم. وعندما يستخدمون لغتهم المحلية، يستطيعون البناء على هذه الخبرة، لرفد التحدث والكتابة بما هو مفصل من أوصاف وتخيلات. عليك كمعلم أن تشجعهم على القيام بذلك، وأن تستخرج المعرفة التي يمتلكون.
وعندما يأتي دور التحدث والكتابة باللغة الإضافية، لا يظن التلاميذ أن باستطاعتهم الإستفادة من لغتهم المحلية، وينسى المعلمون أن من واجبهم مساعدة التلاميذ على نقل معرفتهم باللغة المحلية إلى اللغة الإضافية، وليس البداية من الصفر.
في هذا الجزء، نقترح أن تساعد تلاميذك على التعبير عما يعرفونه ويتخيلونه بلغتهم المحلية، ثم تفكر في الأساليب التي تنقل هذه المعاني إلى اللغة الإضافية.
دراسة حالة رقم ١:الكتابة المحلية لإثراء الغة الإضافية
السيدة فاطمة الامين تدرس العربية لعدد 64 تلميذاً يتحدثون البجا في صف 6 في منطقة سنكات.
ذات يوم، قرأت وناقشت أمثلة من قصائد وقصص المدح مع تلاميذها، واقترحت عليهم أن يكتبوا أعمالهم الخاصة. كانوا فرحين، لكن محاولاتهم الأولى باللغة العربية كانت محبطة للغاية لذلك قررت استخدام مدخل مختلف.
السيدة فاطمة الامين طلبت من تلاميذها العمل في أزواج لقول مايريدون كتابته لبعضهم البعض ثم مساعدة بعضهم البعض في كتابة قصة، أو قصيدة بلغة البجا. بعد ذلك، عملوا في نفس الأزواج لكتابة النسخ العربية. ذكرتهم ألا يقوموا بترجمة حرفية لأن كلمات وقواعد اللغتين تستندان على أسس مختلفة.
كانت المحاولات الثانية للكتابة بالعربية أفضل بكثير من محاولاتهم الأولى، رغم أنها لم تكن بمستوى الجودة والجاذبية الموجودة في نسخ اللهجة البجاوية .
السيدة فاطمة قامت بتقوية بعض الجوانب اللغوية مع التلاميذ، لإثراء الأفعال والصفات في اللغة الإضافية، حيث لاحظت أن هذه الجوانب كانت ضعيفة في أعمالهم، ثم وجهت التلاميذ أن يعيدوا كتابتهم، ويستخدموا أكبر قدر من الأفعال وقواعد الظرف والحال.
وقام التلاميذ بعد أن غنوا القصائد التي كتبوها بوضع أعمالهم على طاولة في مؤخرة الصف ليقرأوا قصص وقصائد بعضهم البعض.
استمتع التلاميذ بقراءة قصص وقصائد زملائهم خاصة أثناء الاستراحات، ولاحظت السيدة فاطمة أن الكثير من الأفعال وقواعد الظرف والحال قد صارت جزءاً من الحصيلة اللغوية المتداولة عند التلاميذ نتيجة لذلك.
نشاط رقم ١:صور وكلمات في لغتين
أختي المعلمة/أخي المعلم،
أكتب على السبورة قصيدة "الهجاء" التي توجد في المصدر ١: قصيدة وجه عمر ، أدناه.
إقرأ مع التلاميذ وناقشهم حول أثر كل مقارنة وردت في القصيدة، مثلاُ "رأس مثل الطبل الأجوف" تجعل الإنسان يتصور أنه كبير وفارغ.
أطلب منهم كصف أن يكتبوا قصيدة "مدح" عن شخص يعرفونه ويعجبون به مثلاً في النبي صلى الله عليه وسلم .
بلغ العلا بكماله
كشف الدجى بجماله
حسنت جميع فعاله
صلوا عليه وآله
توصل معهم حول الجوانب التي يودون وصفها في الشخص. إذا كان الشخص جميلاً أو رياضياً ربما يختارون الخصائص الجسدية مثل العيون والأرجل والقوام وطريقة المشي.
الآن وزع هذه الخصائص للمجموعات وأطلب منهم التفكير حول مقارنات باللغة المحلية.
عندما يتوصلون إلى تشبيهات تتفق كل المجموعات حول أحسنها لكل واحدة من الخصائص، ثم اكتبها باللغة المحلية (للتشبيهات أنظرإلى المصدر ١: قصيدة).
الآن ناقش كيف يمكن التعبير عن التشبيه باللغة الإضافية؛ الترجمة الحرفية لن تكون مفيدة لذا حاولوا خلق التشبيه المناسب.
أطلب منهم تأليف قصيدة من عندهم؛ على التلاميذ ألا يسببوا إساءة لأي شخص!
كيف ساعد المدخل التلاميذ على تنمية حصيلتهم اللغوية باللغة الإضافية؟
القسم ٤ : أساليب لتوظيف معارف اللغة المحلية.