المصدر ٤: القراءة
من هو أبي؟
أخي
سم أخي هومصطفي . عمره 18 عاماً وهو بالنسبة لي كالأب. مات أبي منذ مدة طويلة. يلعب أخي دوراً كبيراً في حياتنا رغم أنه ولد صغير يدرس في الصف 11 بمدرسة آدم العليا. إنه مسؤول، ويهتم بنا اهتماماً كبيراً. إنه يطبخ الطعام وينظف البيت، ويرعى الطفل الصغير لأن أمي ماتت منذ أشهر قليلة. كل مساء، يقفل البوابة لنكون بالداخل آمنين مطمئنين. إنه يساعدنا في كل كبيرة وصغيرة. لقد سد الفراغ الذي خلفه رحيل أمنا. أخي دائماً ما يقدم لنا الحب الذي أسبغه علينا أبي وأمي. كل سبت، يخبز لنا الكيك، ويشتري الأغراض كما كانت تفعل أمي. أن أخي في مرتبة الوالد بالنسبة لنا؛ أننا نثق في أخينا ونحبه.
والدي
ولد أبي وترعرع في فنجاك ومن هناك انتقل لاحقاً إلى جوبا . درس في مدرسة جوبا الابتدائية التذكارية، وفي تلك السنوات توفيت أمه. تخلى عنه والده هو وأختاه الصغيرتان. عاش مع جده وجدته ثم مع عمته قبل أن ينتقل إلى ملجأ للأيتام هو اختاه .
أثناء سنواته في ملجأ الأيتام، واجه والدي صعوبات جمة وتعلم العديد من الدروس. لقد تعرض لمضايقة الأولاد وكان عليه الدفاع عن أختيه. يبدو أن والدي قد واجه وضعاً صعباً في الملجأ، إلا أنه يكن تقديراً لما قابله في الملجأ. ما حز في نفسه حقيقة هو عدم وجود أسرته من حوله.
لقد تعلم من حياة الملجأ الأستقلالية والإعتماد على الذات. لقد أختاروه في المدرسة العليا ليكون رئيس الطلبة؛ وكان له دور لا يستهان به في الأنشطة الثقافية والرياضية المتعددة.
بعد التخرج من المدرسة أدى الخدمة الوطنية وزار العديد من المناطق في جنوب السودان . وكان دائماً ما يقص التجارب التي قابلته أثناء الخدمة في الجيش، خبراته في الملجأ ساعدته على التأقلم مع حياة الجندية وقد عينوه قائد مجموعة وصار مدرباً. كان لوالدي العديد من الأصدقاء الحميمين كما كان له العديد من الأدوار القيادية. لقد اكتشف أنه يملك موهبة جيدة في التدريس؛ بعد الخدمة الوطنية ذهب ليتدرب أن يكون معلماً.
في الكلية قابل فتاة صارت شخصاً مهماً في حياته؛ قام بخطبتها بعد الإنتهاء من الكلية. لم تسر الأمور بينهما كما ينبغي، وفي ذلك الوقت حضرت أمي للعمل في نفس المكان الذي عمل فيه والدي. صارا أصدقاء ثم لاحقاً تزوجا.
في العام 1990 ولدت ومنذ ذلك الزمن وأنا قريب جداً لوالدي.
لعب والدي دوراً كبيراً في حياتي، وأتمنى أن أورث ما قدمه لي إلى أولادي. لقد كان معلمي ومدربي في الرياضة وموجهي وفوق ذلك أقرب أصدقائي.
المصدر ٣: القراءة