دراسة الحلقة ٣:

أصيب محاضر العلوم التربوية بخيبة أمل عند ملاحظة لسير درس غير جيد عن الطيور في الصف السادس من التعليم الأساسي. فلقد اتبع المدرس في الدرس الكتاب المدرسي والمنهج المؤسسين على الطريقة الحديثة، لكن أظهر التلاميذ مللاً وضجراً واضحين. عند التأمل لماذا فشل الدرس في جذب انتباه التلاميذ والاستحواذ على خيالاتهم، نجد أن كل من المحاضر والتلاميذ يعلمون أن أي تلميذ في التعليم قبل المدرسي عمره ثلاث سنوات يعرف أن للطيور أجنحة وريش ومناقير وأنها عادة تبني أعشاشها وتبيض.

فيما بعد، قام المحاضر والتلميذ دينق بإعادة تخطيط الدرس بطريقة مختلفة حيث أخذا أشياء مثل: قطع مكسرة من عش زرزور وريشه، وقشرة بيض طائر فقست حديثاً وغراب ميت صدمته سيارة هذا الصباح أمام المدرسة، وصور لبعض الطيور المحلية مثل القمري والحداءة والسمير والصقور. قاما بوضع هذه الأشياء في منضدة أمام الفصل وتركوا مجموعات التلاميذ أن تختار شيئاً من الأشياء التي على المنضدة ويحثوا زملائهم عما يعرفونه عن هذه الأشياء.

ماذا يستطيع التلاميذ أن يخبرونا من هذه الأشياء عن الطيور؟

إن هذا سيكون درساً مختلفاً ذو نتائج مختلفة غير متوقعة، وغير مخطط لها. وسوف لن نستطيع أن نوقف التلاميذ عن الحديث عن هذه الأشياء. إن لديهم الكثير ليقولوه، لقد أخبرونا عن أشياء لم نعرفها نحن مثل: الزرزور (ود ابرق) الذي يجامع طول الوقت، ويربي صغاراً قليلين في كل موسم، وسيحدثونا عن الفراخ الميتة التي ترمى خارج العش، وعن أشياء غريبة. وسيشرع التلاميذ يحدثونا عن كل الأشياء المشوقة عن الطيور المحلية ويناقشون أسئلتهم التي لم تجد الإجابة بعد