المصدر ١: الطبل المبتلع

هنالك بنت صغيرة، طفلة تعيش وحيدة مع والديها في قرية من القرى. وبسبب خطر داهم يتحدث عنه الأهالي، لم يسمح لها بالابتعاد عن أنظار والديها ولا يسمح لها بالذهاب للعب مع الأطفال الآخرين. إنها تشعر بأنها كالمسجون في منزلها. وتتطلع لأن تكون مستقلة مثل بقية الأطفال الآخرين.

ذات يوم وجدت الفرصة سانحة، لما كان أبوها نائما و كانت أمها تعمل بالحقل، لتتسلل بعيداً. فكانت البنت تأمل في مفاجأة أمها. إنها لم تكن متأكدة من الطريق وعندما يفترق الطريق إلى جزأين كانت تختار الطريق البارد بجانب النهر أكثر من الطريق الحار على التلال.

بعد مدة قصيرة تمر على طبل صغير يقرع نفسه بم ! بم ! بم الفتاة الصغيرة ! أيتها الفتاة الصغيرة، عودي إلى منزلك. لكن البنت الصغيرة كانت محبة للاستطلاع وواصلت مسيرها ورفضت النظر إلى كل شيء. وحول ركن آخر، مرت على طبل متوسط الحجم يقرع نفسه .. بام ! بام ! بام أيتها البنت الصغيرة، عودي إلى منزلك. لكن البنت الصغيرة كانت محبة للاستطلاع وتنسحب مارة من الطبل ومواصلة مسيرها. بعد قليل ترى ما الذي وجدته؟ نعم ، وجدت طبلاً كبيراً يقرع نفسه .. بوم ! بوم ! بوم ! أيتها الفتاة الصغيرة، عودي إلى منزلك.

ولشدة حبها للاستطلاع تجاهلت البنت الصغيرة التحذير أيضاً. فالطريق يصل إلى طرف الغابة وأثناء دخولها للغابة المظلمة، أغلقت الأشجار أغصانها وراءها كانت تستطيع مواصلة سيرها لكن كانت هنالك ضوضاء قرع طبول مخيف في الغابة. لقد وصلت إلى أرض خالية من الأشجار وهي تواجه طبلاً ضخماً. أنه الطبل المبتلع – وهو الخطر المريع الذي كان والداها في غاية الخوف من أن يأخذها. لقد ابتلعها الطبل وأثناء سقوطها إلى القاع هرعت إليها الحيوانات والناس وسألوها أن كان معها أي شيء حاد. كل الذي كانت تستطيع رؤيته عندما تنظر إلى أعلى سجنها الجديد هو شق الفوهة عند قرع الطبل وضربات القلب الخشبي الضخم ... با – بوم إبا – بوم إبا – بوم ! بعد عودتهم للمنزل اختل والداها واضطربا عند اكتشافهم فقدانها والبحث عنها وعن آثار أقدامها. الوالد يبكي ويصرخ ويصب على نفسه الرماد. لكن أمها لم ترتاح وأخذت تخرج تتجول في القرية تستعير أشياء حادة وتظل كل المساء تنسجها جيداً بعناية في ثنايا ثوبها الداخلية.

في اليوم التالي تخرج الأم إلى الغابة. إنها لا ترى طبولاً لكنها كلما ولجت إلى الغابة تغلق الأشجار أغصانها خلفها.

إنها تصل إلى الفضاء وتواجه الطبل المبتلع المخيف الذي يسألها: نعم أيتها المرأة السمينة. ماذا تريدين؟ وقبل أن تجيب تم ابتلاعها هي أيضاً ويهرع إليها الناس يسألونها إن كانت لديها أشياء حادة. الرجال في الطبل يقفون مستندين على حائطها والنساء يقضن على أكتافهن الأولاد الصغار يتسلقون أعلى الأشياء الحادة ويبدءون في قطع القلب الخشبي .. با – بووم ! باء – بووم ! با – بووم ، ب – بم عندما توقف القلب عن الخفقان قطعوا طريقهم خارجين من الطبل وهربوا إلى القرية عائدين لإحضار النجدة وتقطيع الطبل المبتلع المخيف إرباً. هكذا توفر للناس في تلك القرية مئونة خشب الوقود تكفيهم لأكثر من عام

دراسة الحلقة ٣:

المصدر ٢: الموجات الصوتية